نبيه -عليه أفضل الصلاة والسلام- فلما تم له ما قصده ونواه، وتحقق لديه ثوابه وعقباه، عزم على الدخول إلى الديار المصرية، لينشر بها السنة المحمدية، فأقبل أهلها بوجوههم إليه، وفرحوا بأخذهم عنه وسماعهم عليه، ولازموه ملازمة الغريم، في النهار الواضح والليل البهيم، إلى أن دنا أجله، وختم بخير عمله، فتوفي بها عصر يوم الأربعاء الخامس عشر من ذي القعدة سنة "ثلاث وأربعين وستمائة" ودفن يوم الخميس سادس عشره بسفح المقطم. سمع ببغداد من أبي الحسين بن يوسف وأبي الفتح بن شاتيل وأبي السعادات بن القزاز وأبي هاشم عيسى بن أحمد الدوشابي والحافظ أبي أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي وأبي بكر أحمد بن علي بن الناعم وأبي علي الحسن بن علي بن شيرويه وأبي محمد لاحق بن علي بن كاره، وأبي الفرج بن