بن الحسين الآمدي المعروف بابن التِّيْتيّ: تفقه على مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -رحمه الله- وسمع الحديث معنا من جماعة بمصر ودمشق، وكان حسن القراءة، وقرأ عليّ أيضا جملة صالحة من سماعي، وجمع تاريخا لآمد، أحسن فيه الجمع، وأجاد الصنع، ولديه فنون عديدة، وله اليد الطولى في صناعتي الكتابة والشعر، مع الدين الوافر، والعقل الباهر، وشهرته تغني عن الإطناب، وفضائله لا شك فيها ولا ارتياب، دخل بغداد رسولا عن مخدومه صاحب ماردين، واحترم فيها لفضله المبين، ودينه المتين. كتبت عنه مقاطيع من شعره، ونبذة من فرائده ونثره، فمن ذلك ما أنشدني لنفسه بظاهر العباسة: