كنت أود لهذه الطبعة الثانية من الدراسة أن تكون أكثر اكتمالًا من الطبعة الأولى وبخاصة في القسم الثالث منها الخاص بالمجتمع، وهو قسم أشعر أنه مضغوط في تفاصيله إلى حد كبير بالنسبة للقارئ العام. ولكن ضيق الوقت لا يزال يحول دون التوفر على تحقيق هذا الهدف في الوقت الحالي, وأرجو أن يتيح لي هذا التأخير الذي اضطررت إليه فرصة الانتفاع بما قد يظهر في الموضوعات التي طرقتها في هذا القسم من مناقشات وآراء جديدة.
على أني اغتنمت فرصة هذه الطبعة الجديدة لأسد بعض مواطن النقص التي تنبهت إليها في عدد من النقاط أو التي نبهني إليها الأصدقاء من المهتمين بموضوع هذه الدراسة، كما انتفعت في الوقت ذاته ببعض الدراسات الجديدة التي ظهرت في العام الحالي أو الدراسات القديمة التي فاتني الانتفاع بها قبل الآن.
وقد وجدت في هذا الصدد أن اللوحة اليونانية "٨ - ب" في الطبعة الأولى لا يبرز وجه المقارنة فيها مع اللوحة اليمنية "٨ - أ" إلا من بعد واحد هو ليونة الحركة، وهو بعد قد لا يظهر بالقدر الكافي للقارئ الذي ليس له اهتمام متخصص بالعناصر الفنية في مجال النحت أو صناعة التماثيل، فاستبدلت بها اللوحة الحالية التي تضم إلى ليونة الحركة بعدين آخرين هما: عنصر الطفولة وعنصر الحوار بين الإنسان والحيوان في عمل فني واحد، كما أضفت لوحتين أخريين هما "٨ - ج" و"٨ - د" لتعميق فكرة المقارنة التي قصدت إليها، كذلك نبهني تلميذي وصديقي الدكتور أحمد غزال، أستاذ الآثار بقسم الحضارة اليونانية والرومانية بجامعة الإسكندرية، إلى تطور ظهر في العملة الأثينية في القرن الخامس ق. م. يكتمل فيه التطابق بينها وبين العملة الحميرية التي ترجع إلى القرن الثالث أو الثاني ق. م. ومن ثم تخدم النقطة التي تعرضت لها في هذا الصدد "الباب الرابع: ٢- ج" بشكل أفضل، كما زودني بالصور الخاصة بهذه العملة فوضعتها بدلا من صور العملة الأثينية التي ترجع إلى القرن السادس ق. م. والتي لم يكن التطابق المطلوب مكتملًا فيها "لوحة ١٥ - ب".