وفي ختام الحديث عن النقوش أود أن أشير إلى أن هذا النوع من النصوص هو عادة أدق في تصويره للحقيقة التاريخية من غيره من النصوص، مثل تلك التي ترد ضمن كتابات تاريخية قد لا يكون كاتبها معاصرًا للأحداث التي يؤرخ لها أو قد يكون منحازًا، لسبب أو لآخر، لأحد الأطراف التي يكتب عنها. ولكن النقوش، من جهة أخرى، تكون عادة أقل شمولا من حيث إعطاء صورة متكاملة للمجتمع ككل، أو لفترة زمنية على شيء من الطول، فالنقش، في أغلب الأحوال، يتناول حدثا واحدا وقد لا يزيد على بضعة سطور في كثير من الأحيان وهو أمر نلمسه, على سبيل المثال، في الغالبية العظمى من النصوص اليمنية "السبئية أو الحميرية أو المعينية".
كذلك, فرغم دقة النقوش في تصوير الحقيقة بالنسبة لبعض الكتابات الأخرى، إلا أنه لا ينبغي لنا أن نأخذ ما تقدمه هذه النقوش كقضية مسلم بصحتها في كل الحالات، وربما كان من المؤشرات السليمة في الاعتماد على