على أن المناخ الملائم للنشاط الإنساني لم يكن هو الظرف الجغرافي الوحيد الذي يسر لسكان المنطقة سبل التحرك الحضاري المبكر، وإنما كانت هناك ظروف أخرى، من بينها: سهولة المواصلات بين أرجاء المنطقة. وسهولة طرق المواصلات معناها تيسير الالتقاء والتعامل بين المجموعات السكانية في أرجاء المنطقة المختلفة، ومن ثم الانتفاع المتبادل بتجارب كل مجموعة، الأمر الذي يؤدي إلى تطوير الإنجازات البشرية على طريق التقدم.
ونحن إذا نظرنا إلى خريطة المنطقة التي أسميناها منطقة نشوء الحضارات, نجد طرق الاتصال بين أقسامها المختلفة ميسرة إلى حد كبير، سواء في ذلك طرق الاتصال البري أو طرق الاتصال عن طريق البحر. فمن إيران في الطرف الشرقي للمنطقة نجد طريقين بريتين توصلان إلى منطقة وادي الرافدين، إحداهما في محاذاة الساحل الجنوبي، والثانية عبر الممرات الموجودة في جبال زاجروس، ومن وادي الرافدين نجد طريقين بريتين توصلان إلى