كان القرآن الكريم، إذن، هو المصدر الديني الأول لتاريخ العرب قبل الإسلام؛ لأنه لا يرقى إليه الشك, ولأنه, كما أسلفت الإشارة في بداية هذا الحديث, معاصر لمجتمع شبه الجزيرة العربية في نهاية العصر الجاهلي، ثم لأنه لم يتعرض لأي تحريف أو تبديل. وإذا كان القرآن الكريم هو المصدر الديني الأول، فإن المصدر الديني الإسلامي الذي يليه هو الحديث، وهو الأقوال المروية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأهمية الحديث كمصدر تاريخي للمجتمع العربي قبل الإسلام تنسحب بالضرورة إلى المرحلة الأخيرة من المراحل التي مر بها هذا المجتمع، وهي المرحلة التي عاصرت ظهور الدعوة الإسلامية، ومن ثم يصبح الحديث مطابقا لها من الناحية الزمنية. كذلك فإن الحديث رغم اهتمامه بالأحكام الدينية وقوانين المجتمع الإسلامي في المقام الأول إلا أنه