للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأس خليج العقبة"١٢.

والمنطقة الثانية في التقسيم العربي لشبه الجزيرة هي منطقة "تهامة" وهي المنطقة الضيقة المنخفضة التي تقع بين جبال الحجاز والبحر الأحمر، وقد كانت كلمة تهامة عند العرب تعني الأرض المنخفضة، وهي كلمة يبدو أن العرب اشتقوها من طبيعة هذه المنطقة. أما التسمية ذاتها فهي تسمية ترد في النصوص العربية الجنوبية السابقة للإسلام في صورة "تهمت" أو "تهتم" وربما كانت لها علاقة بكلمة "تيهوم" العبرانية، كما يرى أحد الباحثين احتمال اشتقاقها من كلمة تيامتو tiamtu التي تعني البحر في البابلية, وإن كنت أستبعد هذا الرأي الأخير١٣.

ثم تأتي المنطقة الثالثة وهي "اليمن" وتقع في الركن الجنوبي الغربي لشبه جزيرة العرب. وتخترق جبال السراة اليمن حتى البحر عند حدودها الجنوبية. ويتخلل المنطقة سواء في المناطق السهلية أو في الهضبة المطلة على عدن عدد من


١٢ ياقوت: المرجع ذاته، مادة حجاز، ج٢ ص٢١٩؛ الهمداني: المرجع ذاته، ص ٤٨. قارن doujhty: travels in arabia deserta "١٩٣٦ london"،ج١، ص١٨٧.
١٣ ياقوت: المرجع ذاته، ج٢، ص٦٣ مادة: تهامة. ويميل جواد علي "ذاته، ص١٧٠" إلى تأييد شرادر schrader في الرأي الذي يذكره في دراسته عن النقوش المسمارية والتوراة die keininschriften und dasalte testament الطبعة التي قام بتنقيحها winkler و zimmern "برلين ١٩٠٣"، ص٤٩٢. وفيها يرجح شرادر وجود علاقة بين لفظة "تهامة" ولفظة "تيامتو" التي تعني "بحر" في البابلية ولفظة "تيهوم" العبرية. ويرى أن الذي يجمع بين هذه الألفاظ هو أصل سامي قديم له علاقة بالمنخفضات الواقعة على البحر, والتي تتميز بشدة الحرارة وشدة الرطوبة، ويذكر بأن اللفظة في لغة القرآن الكريم وفي اللهجات العربية الجنوبية تشير إلى السواحل المنخفضة الواقعة بين الجبال والبحر.

<<  <   >  >>