للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إيلات". قام برحلات تجارية إلى عدد من الأماكن من بينها "أوفير" التي أتى منها هذا الأسطول بكميات وفيرة من الذهب، والرأي الراجح بين الباحثين استنادا إلى بعض ما جاء في التوراة من أسماء الأقوام أو الأماكن وتحديد موقعها، واستنادا إلى مصادر أخرى أن "أوفير" تقع في شبه الجزيرة العربية على السواحل الشرقية أو الجنوبية. وأود أن أؤيد هذا الترجيح بما ذكره هيرودوتوس herodotus شيخ المؤرخين اليونان الذي كتب في أواسط القرن الخامس ق. م. وبما أورده سترابون strabo الجغرافي اليوناني "أواخر القرن الأول ق. م. وأوائل القرن الأول م" عن وجود الذهب في شكله الخالص في شبه الجزيرة العربية٤٥.

وأخيرا فإن التلمود، وهو الكتاب المكمل للتوراة، يتحدث عن عدد من جوانب الحياة عند العرب وإن كان على الباحث أن يستنتج ذلك بشكل غير مباشر في أغلب الأحوال من حديث كتاب التلمود عن المسائل الفقهية والتشريعية -وهي الموضوع الأساسي لهذا الكتاب- والتي تتطرق إلى ما يجوز وما لا يجوز العمل به في المعاملات بين العبرانيين والعرب، كذلك يجب أن ندخل في اعتبارنا ونحن بصدد الاعتماد على التلمود أن عددا من الأمثلة التي يوردها وهو بسبيل الحديث عن هذه المعاملات تشير إلى عرب سيناء وليس إلى سكان شبه الجزيرة العربية. كما أن هذا الكتاب يشير إلى العرب كثيرا تحت اسم


= ظفار الحالية على مقربة من وسط الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية فتكون أوفير على الساحل في مكان ما بين الموقعين. كذلك يرى جواد علي: ذاته، ص٦٣٩ إمكانية تطابق اسم أوفير مع موضع "الحفير" الذي ذكره الهمداني في "صفة جزيرة العرب" تحت عنوان معادلة اليمامة عندما قال: إن بهذا الموضع معدن ذهب غزيرًا، وبما أن "الحفير" تكون بموضعها هذا بعيدة عن ساحل البحر فيقترح جواد علي، تخطيًا للتناقض، أن يكون بحارة أسطول سليمان التجاري قد اشتروا ذهب أوفير من إحدى الموانئ العربية الجنوبية, وظن كتاب التوراة أن أوفير تقع على الساحل.
٤٥ راجع الباب الثامن الخاص بالوضع الاقتصادي في القسم الثالث من هذه الدراسة.

<<  <   >  >>