ربما كانت هناك أسباب متعددة، ولكن يوجد على الأقل سبب واحد لا يمكن أن نتجاهل أثره على المجموعات البشرية. وهذا السبب يكمن في ظروف البيئة الجغرافية في الفترة التي نحن بصدد الحديث عنها. وظروف البيئة أمر أثبت البحث العلمي أثره الفعال على المجموعات البشرية في كل العصور, وبخاصة في العصور القديمة التي لم يكن فيها الإنسان قد سيطر بعد على الطبيعة بالشكل الذي عرفه في العصور التالية والذي نعرفه الآن، ومن ثم كان أكثر تأثرًا وانطباعًا بهذه الظروف, فإما أن تكون ظروف البيئة مواتية للنشاط البشري فيكون هناك انطلاق وإنجاز. وإما ألا تكون مواتية فيكون هناك تقييد وجمود، وقد كان هناك أكثر من ظرف جغرافي ترك أثره بشكل واضح على منطقة نشوء الحضارات.