للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكتابات الكلاسيكية تقسيما لشبه الجزيرة بشكل دقيق على أكثر من صعيد. فهي تنقسم في المقام الأول إلى بلاد العرب الصحراوية arabia eremon وبلاد العرب الميمونة arabia eudaemon يفصل بينهما خط يبدأ عند هيروي heroe "قرب ميناء السويس الحالية" ويتجه نحو الشرق مارًّا بعدد من الأقوام قبل أن يصل إلى نهايته عند بابل١٥. والكاتب يحدد طول هذا الخط والمسافة بينه وبين السواحل الجنوبية كما يعطينا طول ساحل شبه الجزيرة المطل على البحر الأحمر, كذلك يقسم الكاتب المنطقة من الشمال إلى الجنوب حسب نوع الحياة الاقتصادية التي يمارسها السكان مبتدئا بالفلاحين ثم البدو أو سكان الخيام skenitae ومنتهيا بالزراعة المكثفة التي تتم مرتين في العام في الجنوب حيث توجد أنهار "ربما يقصد الوديان التي كانت تملؤها السيول نتيجة للأمطار في المواسم المطيرة" تغذي السهول والبحيرات بالماء، وينهي الكاتب حديثه بذكر الأقوام الأربعة الرئيسية التي كانت توجد بجنوبي شبه الجزيرة وهم المعينيون minaioi والسبئيون sabaioi والقتبانيون katabaneis والحضارمة chatramotitae محددًا المكان الذي يشغل كل قوم منهم وعواصمها والحياة السياسية التي يمارسونها، كذلك يتحدث بالتخصيص والتفصيل عن مواردهم الاقتصادية ويعطينا للمرة الأولى هيكلا عاما للخطوط التجارية البرية والبحرية التي تصل المنطقة بميناء أيلة "على خليج العقبة" شمالا وجرها على الخليج في الشمال الشرقي١٦.

والكاتب الثاني الذي تطرق لشئون شبه الجزيرة في الفترة التي امتد عبرها العصر المتأغرق هو أجاثار خيديس agatharchides، وهو يوناني سكندري كان على صلة بالبيت المالك البطلمي، والكتاب، الذي ظهر في الثلث الأخير من القرن الثاني ق. م. عرف باسم "الطواف حول البحر الأريتري" والذي يصف


١٥ strabo: XVI,٤:٢.
١٦ ذاته XVI,٤:٢,٤.

<<  <   >  >>