للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين أقوام المنطقة وغيرهم مضيفا معلومات جديدة إلى ما ذكره سابقوه من الكتاب في هذا الصدد٢٣.

على أن أهم ما قدمه إسترابون هو وصفه للحملة الرومانية على الجزيرة العربية، وهي الحملة التي قادها إبليوس جالوس aelius gallus، أول والٍ روماني على مصر. وقيمة حديثه عن هذه الحملة هو أنه كان معاصرا لها كما كان صديقا شخصيا لقائدها، ومن ثم كان في مقدوره الحصول على معلومات قد لا تتيسر لغيره. وهو يفيض في الحديث عن هذه الحملة, فيحدثنا عن الأسباب التي دفعت أغسطس "أول إمبراطور روماني" إلى التفكير يها، ثم يتحدث عن الاستعدادات التي سبقتها والطريق التي سلكتها، كما يعطي تصوره عن الأخطاء التي وقع فيها قائدها إيليوس جالوس وينهي حديثه في هذا المجال بما قامت به روما من تحقيق في مسار هذه الحملة ونتيجتها وتصرفها إزاء المسئولين عن هذه النتيجة٢٤.

ولكن الكتابة التي تقدم المعلومات بهدف تثقيف المشتغلين بالأمور السياسية لم تمثل إلا جانبا واحدا من اهتمامات الكتاب في العصر الروماني بشئون شبه الجزيرة، فقد ظهر عدد من بين هؤلاء هدفوا من كتاباتهم إلى تقديم كل ما يمكن تقديمه من معلومات عن شبه الجزيرة على أساس استقصائي علمي أو قريب من العلمي بقدر المستطاع، بحيث تكون هذه الكتابات مرجعا لمن يريد التعرف على المنطقة لسبب أو لآخر، سواء من السياسيين أو من غير السياسيين، وأحد هؤلاء هو جايوس بلينيوس سيكوندوس gAIUS pLINIUS SECUNDUS المعروف


٢٣ ذاته: xvi,٤: ٢١, ٢٥-٦.
٢٤ ذاته: xvi,٤: ٢٢-٢٤. هذا ويرى بعض الباحثين أن سترابون رافق الحملة، ولكني أرى في حديثه xvi, ٤,٢٤ ما ينفي هذا الزعم بشكل حاسم.

<<  <   >  >>