للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثاً: العُجْبُ.

من أقوال العلماء في معنى العجب:

قال عبد الله بن المبارك رحمه الله عن العجب: "أن ترى أن عندك شيئًا ليس عند غيرك" (١).

وقال الغزالي رحمه الله عن العجب: "استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم" (٢).

وقال أبو العباس القرطبي: "إعجاب الرجل بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال والاستحسان مع نسيان منة الله تعالى" (٣).

وقال الجرجاني: "العجب: هو عبارة عن تصور استحقاق الشخص رتبة لا يكون مستحقًّا لها" (٤).

ومن خلال ما سبق يتضح أن العجب مرتبط بالنفس، وهو أن يرى بأن عنده ما ليس عند غيره، وملاحظته لنفسه بعين الكمال والاستحسان، مع نسيان أن المنعم عليه هو الله تعالى.

حكم العجب:

دلت نصوص الكتاب والسنة على تحريم العجب، ومن ذلك:

قال تعالى في وصية لقمان لابنه: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: ١٨].

قال السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} أي: لا تُمِلْهُ وتعبس بوجهك للناس؛ تكبُّرًا عليهم وتعاظمًا. {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي: بطرًا، فخرًا


(١) شعب الإيمان (١٠/ ٥١٤).
(٢) إحياء علوم الدين (٣/ ٣٧١).
(٣) المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (٥/ ٤٠٦).
(٤) التعريفات (١٤٧).

<<  <   >  >>