للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسألة الرابعة: كيف يحافظ الحاج والمعتمر على عبادته من أن تدخلها الشوائب التي قد تفسدها أو تنقص أجرها.]

هذه العبادة كنز ثمين يحتاج المسلم للمحافظة عليه من اللصوص الذين يسرقون الأجر والثواب ويزينون له ما يفسد عبادته، ويقول تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: ١٩٧].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "، ومن فعل هذا كان حجه مبروراً الذي قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: فعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ، أَفَلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ: «لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ» (١).

وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ، وَالْعُمْرَتَانِ أَوِ الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ يُكَفَّرُ مَا بَيْنَهُمَا " (٢).

وقال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على صحيح الترغيب والترهيب: (الحج المبرور): هو الذي لا يخالطه شيء من المآثم، وقيل: هو المقبول المقابل بالبر وهو الثواب، ولا يكون كذلك إلا إذا صفا من البدع والأمور التي اعتادها الناس، وكان من كسب حلال أراد به صاحبه أداء الفريضة، وامتثال أوامر الرب تبارك وتعالى. نسأل الله العافية" (٣).

ولا شك أن من أعظم المآثم الرياء والعجب والسمعة وقد سبق الكلام عن ذلك.

أما كيف يسلم الحاج والمعتمر على عبادته من عوادي الرياء والسمعة والعجب، فهذه بعض الوسائل المعينة على ذلك وفق النقاط الآتية:


(١) أخرجه البخاري (٢/ ١٣٣) ح (١٥٢٠).
(٢) أخرجه أحمد (١٢/ ٣٠٩) ح (٧٣٥٤)، والبزار (١٥/ ٣٦٧) ح (٨٩٥٦)، والنسائي (٥/ ١١٢) ح (٢٦٢٢)، وأبو يعلى (١٢/ ١٣) ح (٦٦٦٠)، وابن حبان (٩/ ٨) ح (٣٦٩٥)، وحكم الألباني بصحته في تخريجه لسنن النسائي ح (٢٦٢٢)، وصحح إسناده محقق المسند وقال (١٢/ ٣٠٩): " إسناده صحيح على شرط الشيخين".
(٣) صحيح الترغيب والترهيب (٢/ ٧).

<<  <   >  >>