للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسألة الثانية: التبرك الممنوع: وهو ينقسم من حيث حكمه إلى قسمين]

١ - تبرك شركي: وهو أن يعتقد المتبرِّك أن المتبرَّك به - وهو المخلوق - يهب البركة بنفسه، فيبارك في الأشياء بذاته إستقلالًا، ويعتقد أن موجد البركة هو هذا المخلوق من صاحب قبر أو غار أو نحوه، لأن الله تعالى وحده موجد البركة وواهبها ولا شريك له في ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "البَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ" (١)، فطلبها من غيره، أو اعتقاد أن غيره يهبها بذاته شرك أكبر.

٢ - تبرك بدعي: وهو أن يتبرك بما لم يرد دليل شرعي يدل على جواز التبرك به، معتقدًا أن الله جعل فيه بركة أو يتبرك بالشيء الذي ورد التبرك به في غير ما ورد في الشرع التبرك به فيه.

وهذا بلا شك محرم؛ لأن فيه إحداث عبادة لا دليل عليها من كتاب أو سنة، ولأنه جعل ما ليس بسبب سببًا، فهو من الشرك الأصغر؛ ولأنه يؤدي إلى الوقوع في الشرك الأكبر.

وهذا القسم من التبرك - وهو التبرك البدعي – له أحوال منها (٢):

أ - … التبرك بالعلماء والصالحين وآثارهم.

وجه سؤال للعلامة ابن باز رحمه الله يقول السائل: "هناك من يرى جواز التبرك بالعلماء والصالحين وآثارهم مستدلا بما ثبت من تبرك الصحابة - رضي الله عنهم - بالنبي صلى الله عليه وسلم. فما حكم ذلك؟ ثم أليس فيه تشبيه لغير النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل يمكن التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته؟ وما حكم التوسل إلى الله تعالى ببركة النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: لا يجوز التبرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بوضوئه ولا بشعره ولا بعرقه ولا بشيء من جسده، بل هذا كله خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة.


(١) أخرجه البخاري (٧/ ١١٤) ح (٥٦٣٩).
(٢) ينظر: مختصر شرح تسهيل العقيدة الإسلامية (ص ١٥٦).

<<  <   >  >>