للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - ضيق المكان وشدة الزحام.

٦ - قلة موارد الماء والطعام في بعض الأزمان.

[المسألة الثانية: من مظاهر حسن الخلق المرتبطة بعمل القلب.]

١ - المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وهذا خلق المسلم الحقيقي، قال عنه -صلى الله عليه وسلم-: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ .. » الحديث.

فاذا أراد الحاج أن يقيم نفسه هل هو مسلم حقاً وحقيقة، فلينظر إلى حاله مع إخوانه الحجاج هل سلموا من لسانه ويده؟ ومن أعظم العلامات الدالة على تمكن هذا المعنى في القلب الخُلُق الآتي:

٢ - أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، قال -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (١).

وهذا المعنى العظيم لا يسكن في قلب العبد ولا يستطيع أن يتخلق به إلا إذا طهر قلبه من الشح والبخل والحسد والأنانية وحرص على سلامة قلبه من الشحناء والبغضاء لإخوانه المسلمين، ومن العلامات الدالة على وجود هذا المعنى في القلب الخُلُق الآتي:

٣ - الرحمة والرفق واللين بإخوانه الحجاج، من مظاهر محبة المسلم لأخيه المسلم أن يرحمه فيرفق به ويلين جانبه له، فيبتعد عن غلظة القلب والقسوة على أخيه الحاج بل يرفق به ويشفق عليه ويرحمه قال تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: ١٥٩].

وقال تعالى في وصف أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: ٢٩].

وقال تعالى في وصف عباده الذين يحبهم ويحبونه: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: ٥٤].

ولهذا جاءت الأحاديث مرغبة في الرحمة والرفق واللين ومن ذلك:


(١) أخرجه البخاري واللفظ له (١/ ١٢) ح (١٣)، ومسلم (١/ ٦٧) ح (٤٥).

<<  <   >  >>