للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: لفظ تلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (١).

الأفضل للحاج والمعتمر أن يلتزم بتلبية النبي -صلى الله عليه وسلم- وان زاد عليها فلا بأس لورود الدليل بذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وإقراره للصحابة على ما زادوا من تلبية.

وقال الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه مناسك الحج والعمرة:

" - ويلبي بتلبية النبي صلى الله عليه وسلم:

أ - "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك". وكان لا يزيد عليها.

ب - وكان من تلبيته صلى الله عليه وسلم: "لبيك إله الحق".

- والتزام تلبيته صلى الله عليه وسلم أفضل وإن كانت الزيادة عليها جائزة لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم الناس الذين كانوا يزيدون على تلبيته قولهم: "لبيك ذا المعارج، لبيك ذا الفواضل".

وكان ابن عمر يزيد فيها: "لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل"" (٢).

ثالثاً: قال ابن تيمية رحمه الله: "والتلبية هي: إجابة دعوة الله تعالى لخلقه حين دعاهم إلى حج بيته على لسان خليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم والملبي هو المستسلم المنقاد لغيره كما ينقاد الذي لبب وأخذ بلبته. والمعنى: أنا مجيبوك لدعوتك؛ مستسلمون لحكمتك مطيعون لأمرك مرة بعد مرة لا نزال على ذلك والتلبية شعار الحج "فأفضل الحج العج والثج"، فالعج: رفع الصوت بالتلبية، والثج إراقة دماء الهدي.


(١) أخرجه البخاري وهذا لفظه (٢/ ١٣٨) ح (١٥٤٩)، ومسلم (٢/ ٨٤١) ح (١١٨٤) ولفظه: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَبَّيْكَ اللهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ» قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَزِيدُ فِيهَا: " لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ". وتلاحظ في هذه الرواية زيادة ابن عمر على تلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذلك دليل جواز الزيادة في التلبية كما ذكر أهل العلم.
(٢) مناسك الحج والعمرة (١٦ - ١٧).

<<  <   >  >>