للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَقُولُ جابر رضي الله عنه: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَى الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ» (١).

وفي الحديث دليل على استحباب أن يكون قدر الحصاة كما ورد في الحديث كحبة الباقلاء (٢) وهو أكبر قليلاً من حبة الحمص كحبة الفول، أو مثل بعرة الغنم (٣).

[المسألة السابعة: التكبير يوم النحر وفي أيام التشريق.]

قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: ٢٠٣].

وذكر ابن كثير في تفسيره: " قال ابن عباس: "الأيام المعدودات" أيام التشريق، و"الأيام المعلومات" أيام العشر. وقال عكرمة: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} يعني: التكبير أيام التشريق بعد الصلوات المكتوبات: الله أكبر، الله أكبر" (٤).

وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ، وَشُرْبٍ، وَذِكْرِ اللهِ " (٥).

ومن الذكر في أيام التشريق التكبير المطلق في كل وقت من ليل أو نهار في أيام التشريق إلى مغرب آخر يوم من أيامها، والتكبير المقيد في أدبار الصلوات.

والتكبير للحاج يبدأ من رمي حمرة العقبة يوم العيد ويكون المقيد منه في أدبار الصلوات من ظهر يوم العيد إلى فجر اليوم الثالث من أيام التشريق (٦).

والتكبير من أكثر الأذكار التي يقولها المسلم في يومه وليلته وفي كل العام يكون في الأذان والإقامة، وفي الصلوات في الانتقال بين أركانها، وبعد الصلوات، وقبل النوم، وفي العيدين، وفي أيام العشر من ذي الحجة، وفي يوم النحر وأيام التشريق، ويقوله المجاهد في سبيل الله في ساحات الوغى، ولهذا ارتباط كبير بعمل القلب يتجلى في النقاط الآتية:


(١) أخرجه مسلم (٢/ ٩٤٤) ح (١٢٩٩).
(٢) ينظر: شرح النووي على مسلم (٩/ ٤٧).
(٣) ينظر: توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (٣/ ٤٦٨).
(٤) تفسير ابن كثير (١/ ٥٦٠).
(٥) أخرجه مسلم (٢/ ٨٠٠) ح (١١٤١).
(٦) ينظر: المجموع شرح المهذب للنووي (٥/ ٣٣)، المغني لابن قدامة (٣/ ٢٨٨).

<<  <   >  >>