والذكر والدعاء لا يحدث أثره في حياة العبد إلا إذا كان القلب حاضراً مدركاً لمعنى ما يقوله ويفعله، فإذا اتفق القلب واللسان على الذكر والدعاء خشع القلب وخشعت الجوارح لله رب العالمين، ووجد الذاكر لربه طمأنينة القلب وراحة النفس قال تعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد: ٢٨].
[المطلب السابع: أثر عمل القلب على عبادة الحلق أو التقصير.]
ولعمل القلب أثر على عبادة الحلق أو التقصير من كونها من مناسك الحج والعمرة، ويظهر فيها امتثال أمر الله والاقتداء برسول -صلى الله عليه وسلم- وكل منسك من مناسك الحج والعمرة يربي المسلم على مطلق الامتثال والانقياد لأمر الله دون مدافعة ولا ممانعة بل استسلام تام وانقياد كامل، وقد سبق الكلام في ذلك.
(١) أخرجه أحمد (٤١/ ١٧) ح (٢٤٤٦٨)، وأبو داود (٢/ ١٧٩) ح (١٨٨٨)، والترمذي (٣/ ٢٣٧) ح (٩٠٢) وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وابن خزيمة في صحيحه (٢/ ١٢٩٥) ح (٢٧٣٨)، والحاكم (١/ ٦٣٠) ح (١٦٨٥) وصححه وأقره الذهبي، وصحح إسناده محقق صحيح ابن خزيمة ح (٢٧٣٨)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (٢/ ١٧٠) ح (٣٢٨) وقال أن الصواب الذي رواه الثقاة وقفه على عائشة رضي الله عنها، ومال إلى هذا محقق المسند ح (٢٤٤٦٨)، والعلم عند الله.