للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ … » الحديث (١).

وفي الرواية الثالثة: أن يوحدوا الله، عن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ اليَمَنِ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى … » الحديث (٢).

قال ابن القيم رحمه الله: "ولهذا كان الصحيح: أن أول واجب يجب على المكلف: شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم، فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» (٣)، فهو أول واجب، وآخر واجب، فالتوحيد أول الأمر وآخره" (٤).


(١) أخرجه البخاري (٢/ ١٢٨) ح (١٤٩٦).
(٢) أخرجه البخاري (٩/ ١١٤) ح (٧٣٧٢).
(٣) أخرجه أبو داود (٣/ ١٩٠) ح (٣١١٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢/ ١١٠٥) ح (٦٤٧٩)، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن أبي داود (٥/ ٣٤) ح (٣١١٦): "حديث صحيح".
(٤) مدارج السالكين (٣/ ٤١٢).

<<  <   >  >>