وهنا تنبيه مهم جداً في مسألة الدعاء في الحج والعمرة، وهو أن الحج والعمرة عبادة مبنية على التوقيف والاتباع والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي قال:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ! خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ عَامِي هذا"، والدعاء في الحج أو العمرة أحد هذه المناسك، فلا يصح لأحد أن يحدث دعاء مخصوصاً في أحد هذه المناسك إلا بدليل منه -صلى الله عليه وسلم-، وهو القائل -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ».
وفي الرواية الأخرى قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».
وعلى هذا فمن خص منسكاً من مناسك الحج أو العمرة بدعاء خاص لهذا المنسك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فعمله مردود عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بذلك، ومثال على ما أحدثه الناس من أدعية مخصوصة لكل شوط من الطواف والسعي لم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم أنه خاص بهذه الأشواط، فيكون بذلك قد أحدث عملاً لم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كانت نيته حسنة يريد بذلك وجه الله تعالى، فقد حقق الشرط الأول من شروط قبول العبادة وهو الإخلاص، ولم يحقق الشرط الثاني وهو الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في عبادة الحج والعمرة فقد يرد عمله عليه، لأن هذا العمل الذي عمله هذا الحاج أو المعتمر لم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو يرشد إليه أو يعمله في الحج أو العمرة، فمن أحدث دعاء مخصوصاً في الطواف أو السعي أو في أي منسك من مناسك الحج أو العمرة فقد وقع في البدعة؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله؛ ولهذا كان من لم يلتزم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمرته على خطر عظيم، قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ».
وفي الرواية الأخرى قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».