للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - وتلاحظ هنا أنه لم يذكر النبي دعاء مخصوصاً عند مقام إبراهيم -عليه السلام- ولا بعد الصلاة خلفه، فعليه فلا يصح إحداث دعاء مخصوص لهذه العبادة، ومن فعل فقد ابتدع في دينه وأحدث مالم يأمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- (١).

٢ - وفي الحديث صفة ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في السعي بين الصفا والمروة، فيقرأ الآية عند قربه من الصفا فيرقى على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويقول الذكر: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ» ثلاث مرات وبين كل مرة يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة، ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات، ولم ينص النبي صلى الله عليه وسلم على دعاء مخصوص في هذا الموقع كما يظهر من حديث جابر رضي الله عنه.

٣ - وقال العلامة ابن باز في منسكه: " ويستحب أن يستقبل القبلة ويحمد الله ويكبره ويقول: " لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده " ثم يدعو بما تيسر رافعاً يديه، ويكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات، ثم ينزل فيمشي إلى المروة حتى يصل إلى العلم الأول، فيسرع الرجل في المشي إلى أن يصل إلى العلم الثاني، وأما المرأة فلا يشرع لها الإسراع بين العلمين؛ لأنها عورة وإنما المشروع لها المشي في السعي كله، ثم يمشي فيرقى المروة أو يقف عندها والرقي عليها أفضل إن تيسر ذلك، ويقول ويفعل على المروة كما قال وفعل على الصفا، ما عدا قراءة الآية وهي قوله


(١) ينظر: شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين (ص ٣٤) وقال الشيخ رحمه الله: " وهل للمقام دعاء؟
الجواب: ليس للمقام دعاء ولا دعاء قبل الركعتين ولا بعدهما، ولكن المشكلة أن مثل هذه البدع صارت كأنها قضايا مسلمة مشروعة حتى إن الحاج ليرى أن حجه ناقص إذا لم يفعل هذا، وكل هذا بسبب تقصير العلماء أو قصورهم، وإلا فمن الممكن أن يعطى هؤلاء الحجاج مناسك من بلادهم توجههم للطريق الصحيح". شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين (ص ٣٤ - ٣٥).

<<  <   >  >>