للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١) منها تعجيل المسرَّة - نحو: العفو عنك صدر به الأمر.

(٢) ومنها تعجيلُ المساءة - نحو: القصاصُ حكم به القاضي.

(٣) ومنها التشويق إلى المتأخر - إذا كان المتقدِّم مشعراً بغرابة.

كقول ابي العلاء المعري

والذي حارت البرية فيه حيوان مستحدثٌ من جماد (١)

(٤) ومنها التَّلذُّذ - نحو: ليلى وصلت - وسلمى هجرت

(٥) ومنها التَّبرك - نحو: اسمُ الله اهتديتُ به.

(٦) ومنها النَّص على عموم السلب - أو النص على سلب العموم «فعمومُ السلب» يكون بتقديم اداة العموم (٢) ككلّ - وجميع على أداة النفى - نحو: كل ظالم لا يُفلح - المعنى: لا يفلح أحد من الظلمة ونحو: كل ذلك لم يكن: أي لم يقع هذا - ولا - ذاك ونحو: كل تلميذ لم يقصر في واجبه - «ويسمى شمول النفي» - واعلم: أن (عُموم السلب) يكون النفي فيه لكل فرد وتوضيح ذلك: أنك إذا بدأت بلفظة «كل» كنتَ قد سلَّطت الكلية على النفي، وأعملتها فيه - وذلك يقتضي ألا يشذَّ عنه شيء و (سلب العموم) يكون بتقديم أداة النفي على أداة العموم نحو: لم يكن كلّ ذلك، أي لم يقع المجموع، فيحتمل ثبوت البعض ويحتمل نفي كل فرد، لأنَّ النفَّي يوجه إلى الشمول خاصة، دون أصل الفعل ويُسمى «نفى الشّمول»

واعلم: أن (سلب العُموم) يكون النَّفي فيه للمجموع غالباً كقول المتنبي.

ما كل رأي الفتى يدعو إلى رشدٍ

وقد جاء لعموم النفي قليلا: قوله تعالى (إن الله لا يحب كل مختال فخور) -


(١) قيل (الحيوان) هو الانسان - و (الجماد) الذي خلق منه هو النطفة. وحيرة البرية فيه هو الاختلاف في إعادته للحشر - وهو يريد أن الخلائق تحيرت في المعاد الجسماني، يدل لذلك قوله قبله
بان أمر الآله واختلف الناس فداع إلى ضلال وهادي
(٢) بشرط أن تكون أداة العموم غير معمولة للفعل الواقع بعدها كما مثل - فان كانت معمولة للفعل بعدها: سواء تقدمت لفظا أو تأخرت، نحو: كل ذنب لم أصنع - ولم آخذ كل الدراهم، أفاد الكلام سلب العموم ونفى الشمول غالباَ.

<<  <   >  >>