للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وملخَّص القول ـ أن فصاحة الكلمة تكون بسلامتها من تنافر الحروف ومن الغرابة. ومن مخالفة القياس. ومن الابتذال. والضعف.

فاذا لصق بالكلمة عيب من هذه العيوب السابقة وجب نبذها واطراحها.

تطبيق (١)

ما الذي أخل بفصاحة الكلمات فيما يأتي:

قال يحيى بن يعمر: لرجل حاكمته امراته إليه «أئن سالتك ثمن شكرها وشبرك، اخذت تطلها وتضهلها (١) .

وقال بعض أمراء العرب، وقد اعتلت أمّه، فكتب رقاعاً وطرحها في المسجد الجامع بمدينة السلام: صين امرؤ وَرَعَا، دعا لامراة انقحلة (٢) مقسئنة (٣) قد منيت بأكل الطرموق (٤) فأصابها من أجله الاستمصال (٥) بأن يمن الله عليها بالاطرعشاش (٦) والابرغشاش أسمع جعجعة (٧) ـ ولا أرى طحنا ـ الاسفنط (٨) ـ حرام ـ وهذا الخنشليل (٩) صقيل، والفدوكس مفترس (١٠) .

يوم عصبصب وهلوف، ملأ السجسج طلا (١١) .

أمنَّا أن تصرّع عن سماحٍ وللآمال في يدك اصطراع (١٢)


(١) ـ الشكر الرضاع والثبر النكاح وتطلها تسعى في بطلان حقها وتصهلها تعطيها الشيء القليل.
(٢) ـ يابسة.
(٣) ـ مسنة عجوز.
(٤) ـ ابتليت باكل الطين.
(٥) ـ الإسهال.
(٦) ـ البرء ـ وكذا معنى ما بعده.
(٧) ـ جعجعة غير فصيحة لتنافر حروفها، وهو مثل يضرب لمن يقول ولا يفعل.
(٨) ـ الاسفنط الخمر.
(٩) ـ الخنشليل السيف.
(١٠) ـ الفدوكس الأسد، فكل من هذه الألفاظ الثلاثة وحشية غير مألوفة.
(١١) ـ شديد البرد فيهما ـ والسجسج الارض التي ليست بسهلة ولا صلبة.
(١٢) ـ أراد: أنهم امنوا أن يغلبه غالب يصرعه عن السماع ويمنعه منه وأما قوله (وللآمال في يدك اصطراع) فمعناه تنافس وتغالب وازدحام في يده ـ يريد كثرة نواله وكرمه. واستعماله للفظة الاصطراع بهذا المعنى بعيد.

<<  <   >  >>