للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الفرزدق:

واذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم خُضعَ الرَّقاب نواكس الأبصار (١)

وقال أبو تمّام:

قد قلت لمّا اطلخمَّ الأمر وانبعثت عشواء تاليةً غيساً دهاريسا (٢)

وقال شمر:

واحمق ممن يكرع الماء قال لي ... دع الخمر واشرب من نقاخ مُبّرد (٣)

يظل بموماة ويمسى بغيرها جحيشا ويعرورى ظهور المسالك (٤)

فلا يبرم الأمر الذي هو حالل ولا يُحللُ الأمر الذي هو يبرم (٥)


(١) ـ فقد جمع (ناكس) على (فواعل) شذوذا وهذا لا يطرد إلا في وصف لمؤنث عاقل لا لمذكر كما هنا إلا في موضعين (فوارس وهوالك) والناكس: مطأطئ الرأس.
(٢) ـ قال صاحب المثل السائر ـ ان لفظ (اطلخم) من الالفاظ المنكرة التي جمعت الوصفين القبيحين في انها غريبة، وانها غليظة في السمع كريهة على الذوق، وكذلك لفظة (دهاريس) واطلخم: أي اشت وعظم، والعشواء الليلة المظلمة، والغبسة جمع اغبس وغبسا: وهي الشديدة الظلام مثلها ـ والدهاريس جمع دهريس وهي الدواهي.
(٣) - الماء العذب الصافي
(٤) - الموماة المفازة الواسعة، ويقال للمستبد برأيه جحيش، ويقال اغروري الفرس ركبها عريانا- وان لفظة جحيش من الألفاظ المنكرة القبيحة - وبالله العجب - أليس أنها بمعنى فريد، وفريد لفظة حسنة رائقة، ولو وضعت في هذا البيت موضع جحيش لما اختل شيء من وزنه، فتأبط شراً لأنه ملوم من وجهين في هذا الموضع، أحدهما أنه استعمل القبيح، والآخر أنه كانت له مندوحة عن استعماله فلم يعدل عنه.
(٥) - العيب في هذا البيت من حيث فك الادغام في (حالل ويحلل) بلا مسوغ وهو شاذ ومخالف للقياس الصرفي ومخالف للكلام العربي الصحيح

<<  <   >  >>