(٢) فالجامع العقلي - أمر بسببه يقتضي العقل إجتماع الجملتين في القوة المفكرة كالاتحاد في المسند: أو المسند إليه - أو في قيد من قيودهما - نحو زيد يصلي ويصوم ويصلي زيد وعمرو.. وزيد الكاتب شاعر، وعمرو الكاتب منجم، وزيد كاتب ماهر، وعمرو طبيب ماهر - وكالتماثل والاشتراك فيهما - أو في قيد من قيودهما أيضا يحيث يكون لاتماثل له نوع اختصاص بهما أو بالقيد - لا مطلق تماثل - فنحو زيد شاعر وعمر وكاتب لا يحسن إلا إذا كان بينهما مناسبة، لها نوع اختصاص بهما - كصداقة أو أخوة أو شركة أو نحو ذلك - وكالتضايف بينهما، بحيث لا يتعقل أحدهما الا بالقياس إلى الآخر، كالأبوة مع البنوة - والعلة مع المعلول - والعلو والسفل - والأقل والأكثر - إلى غير ذلك. (٣) والجامع الوهمي - أمر بسببه يقتضى الوهم اجتماع الجملتين في المفكرة، كشبه التماثل الذي بين نحو لوني البياض والصفرة - فان الوهم يبرزهما في معرض المثلين من جهة أنه يسبق إليه أنهما نوع واحد، زائد في أحدهما عارض في الآخر - بخلاف العقل فانه يدرك أنهما نوعان متباينان داخلان تحت جنس واحد، هو اللون - وكالتضاد بالذات - وهو التقابل بين أمرين وجوديين بينهما غاية الخلاف - يتعاقبان على محل واحد - كالسواد والبياض - أو التضاد بالعرض كالاسود والأبيض - لأنهما ليسا ضدين لذاتهما لعدم تعاقبهما على محل واحد - بل بواسطة ما يشتملان عليه من سواد وبياض - وكشبه التضاد كالسماء والأرض - فان بينهما غاية الخلاف ارتفاعاً وانخفاضاً، لكن لا يتعاقبان على محل واحد، كالتضاد بالذات، ولا على ما يشمله كالتضاد بالعرض..