للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحاصلة من اجتماع اجرام منيرة مستديرة في كل - والأداة الكاف، والغرض منه بيان حاله

تمرين

بين أنواع التشبيه فيما يأتي:

(١) الورد في أعلا الغصون كأنه ملكٌ تحفُّ به سراة جنوده

(٢) إذا ارتجل الخطاب بدا خليج بفيه يمدّه بحرُ الكلام

كلام بل مدام بل نظام من الياقوت بل حب الغمام

(٣) يا صاحبي تيقظاً من رقدة تزري على عقل اللبيب الاكيس

هذي المجرة والنجوم كأنها نهر تدفَّق في حديقة نرجس

(٤) وكأن الصبح لمّا لاح من تحت الثريا

ملك أقبل في التا ج يفدى ويحيّا

(٥) إنما النفس كالزجاجة والعلـ م سراج وحكمة الله زيت

فاذا أشرقت فانك حيٌّ وإذا أظلمت فانك ميت

(٦) وغير تقيٍ يأمر الناس بالتقى طبيبٌ يداوى الناس وهو مريض

(٧) إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفَّت له عن عدو في ثياب صديق

(٨) جمرة الخد أحرقت عنبر الخا لِ فمن ذلك العذار دخانُ

(٩) كالبدر من حيث التفتّ رأيته بهدى إلى عينيك نورا كافيا

(١٠) وأشرق عن بشر هو النور في الضحا وصافى بأخلاق هي الطَّلُّ في الصبح

تمرين آخر

لبيان أنواع التشبيه: البليغ، والضمني، والتمثيل، والمقلوب والمُؤكد والمفصل، والمُجمل.

(١) خلط الشجاعة بالحياء فأصبحا كالحسن شيب لمغرم بدلال

(٢) شقائقٌ يحملنَ النَّدى فكأنه دموعُ التصابي في خدودِ الخرائِدِ

(٣) عذبَ الفِراق لنا قبيل وداعنا ثم اجترعناه كُسمٍ ناقِع

فكأنما أثر الدّموعِ بخدِّها طل تناثر فوق ورد يانع (١)

(٤) وترى الغصون تميل في أوراقها مثل الوصائف في صنوف حرير

(٥) وحديقةٍ ينساب فيها جدول طرفي برونق حسنه مدهوش

يبدو خيالُ غصونها في مائهٍ فكأنما هو معصم منقوش

(٦) انظر إلى حسن تكوين السماء وقد لاحت كواكبها والليلُ ديجورُ

كأنها خيمة ليست على عمدٍ زرقاء قد رصِّعت فيها الدنانير

(٧) وقد سفر الدجى عن ضوء فجر منير مثلما سفر النِّقاب

فخلت الصبح في إثر الثريا بشيراً جاء في يده كتاب

(٨) ولقد ذكرتك والنجوم كأنها دُرر على أرض من الفيروزج

يلمعن من خلل السحاب كأنها شررٌ تطاير من دخان العرفجِِ

(٩) ونارنجة بين الرياض نظرتُها على غصن رطب كقامة أغيد

إذا ميلتها الريح مالت كأكرة بدت ذهبا من صولجان زمرد

(١٠) وحديقة غنَّاء ينتظم النّدى بفروعها كالدر في الأسلاك

والبدرُ يشرق من خِلال غصونها مثل المليح يُطلُّ من شباك

(١١) لو كنت تشهد يا هذا عشيتنا والمزنُ يسكب أحيانا وينحدر

والأرض مصفرة بالمزن كاسية أبصرت تبراً عليه الدّرّ ينتشر

(١٢) وللأقاحي قصورٌ كلها ذهبٌ من حولها شرفات كلها درر

(١٣) كأنما النار في تلهُبها والفحم من فوقها يغطِّيها

زنجية شبّكت أناملها من فوق نارنجة لتخفيها

(١٤) والورد في شط الخليج كأنه رمدٌ ألم بمقلةٍ زرقاء

(١٥) هذي المجرَّة والنجوم كأنها نهر تدفق في حديقة نرجس

(١٦) أنظر إلى حسن هلال بدا يهتك من أنواره الحندسا (٢)

كمنجل قد صيغ من عسجدٍ يحصدُ من زهر الدجى نرجسا

(١٧) والبدر يستر بالغيوم وينجلي كتنفس الحسناء في مرآتها

كأنما الأغصان لما انثنت أمام بدرِ التِّمّ في غيهبه

(١٨) بنت مليكٍ خلف شباكها تفرجت منه على موكبه

(١٩) كان شعاع الشمس في كل غدوة على ورق الأشجار أول طالع

دنانير في كف الأشل يضمّها لقبض فتهوى من فروج الأصابع

(٢٠) لئن بسط الزمان يدى لئيم فصبراً للذي فعل الزمان

فقد تعلو على الرأس الذُّنا بي كما يعلو على النار الدخان

(٢١) دهرٌ علا قدر الوضيعِ به وغذا الشريفُ يحطّه شرفه

كالبحر يرسب فيه لؤلؤه سقلا وتطفو فوقه جيفه

(٢٢) لو أورقت من دم الأبطال سمرقنا لأورقت عنده سمر القنا الذُّبل

إذا توجه في أولي كتائبه لم تفرق العين بين السهل والجبل

فالجيش ينقض حوليه أسنتهُ نفض العقاب جناحيه من البلل

(٢٣) لو كنت شاهدنا عشية أنسها والمزن يبكينا بعيني مذنب

والشمس قد مدت أديم شعاعها في الأرض تجنح غير أن لم تذهب

خلت الرذاذ برادةً من فضة قد غربلت من فوق نطع مُذهَّبِ (٣)

(٢٤) لله دولابٌ يفيض بسلسلٍ في روضة قد أينعت أفنانا

قد طارحته بها الحمائم شجوها فيجيبها ويرجع الألحانا

فكأنه دنفٌ (٤) يدور بمعهد (٥) يبكي ويسأل فيه عمن بانا (٦)

ضاقت مجاري طرفه عن دمعه فتفتحت أضلاعه أجفانا

(٢٥) أخرس ينبيك بإطراقه عن كل ما شئت من الأمر

يذرى على قرطاسه دمعه يبدى لنا السر وما يدرى

كعاشقٍ أخفى هواه وقد نمت عليه عبرة تجري

(٢٦) الشمسُ من مشرقها قد بدت مشرقة ليس لها حاجب

كأنها بودقةٌ أحميت يجول فيها ذهبٌ ذائب

(٢٧) قال الله تعالى: (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح)

(٢٨) إذا ما تردى لأمة الحرب أرعدت حشا الأرض واستدمى الرماح الشوارع

وأسفر تحت النقع حتى كأنه صباح مشى في ظلمة الليل ساطع

(٢٩) وكأن أجرام السماء لوامعاً درر نثرن على بساط أزرق

(٣٠) قال الله تعالى (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف) .

(٣١) وقال تعالى (والذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً)

(٣٢) وقال تعالى (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس) .

(٣٣) حمر السيوف كأنما ضربت لهم أيدى القيون صفائحا من عسجد

في فتية طلبوا غبارك إنه رهج ترفع عن طريق السؤدد

كالرمح فيه بضع عشرة فقرة منقادة خلف السَّنان الأصيد

(٣٤) خبّريني ماذا كرهت من الشيب فلا علم لي بذنب المشيبِ

أضياء النهار أم وضح اللؤ لؤ أم كونه كثغر الحبيب

واذكرى لي فضل الشباب وما يجمع من منظر يروق وطيب

غدره بالخليل أم حبه للغيِّ أم أنه كدهر الأديب

(٣٥) والبدر أوّل ما بدا متلثماً يبدى الضياء لنا بخدٍ مسفر

فكأنما هو خوذةٌ من فضةٍ قد ركبَّت في هامة من عنبر

(٣٦) خلتها في المعصرات القواني وردة في شقائق النعمان

(٣٧) شبّهت بدر سمائنا لمّا دنت منه الثريا في قميص سندس

ملكا مهيبا قاعداً في روضة حيّاه بعض الزائرين بنرجس

(٣٨) وإنّى على اشفاق عيني من البُكا لتجمح منِّى نظرةٌ ثم أطرق

كما حلِّئت عن ماء بئرٍ طريدة تمد إليها جيدها وهي تفرق

(٣٩) أنا كالورد فيه راحةُ قوم ثم فيه لآخرين زكام

(٤٠) يا حبذا يومنا ونحن على رؤوسنا نعقد الأكاليلا

في جنة ذللت لقاطفها قطوفها الدّانيات تذليلا

كأن أترجَّها تميل بها أغصانها حاملا ومحمولا

سلاسلٌ من زبرجد حملت من ذهب أصفر قناديلا

(٤١) كم والد يحرم أولاده وخيره يحظى به الأبعد

كالعين لا تنظر ما حولها ولحظها يدرك ما يبعد

(٤٢) ريم يتيه بحسن صورته عبث الفتور بلحظ مقلته

فكأن عقرب صدغه وقفت لما دنت من نار وجنته

(٤٣) وشادن أهيف حيَّا بنرجسةٍ كأنها إذ بدت في غاية العجب

كف من الفضة البيضا ساعدها زبرجدٌ حمِّلت كأساً من الذهب

(٤٤) نثر الجو على الأرض برد أيّ درّ لنحور لو جمد

لؤلؤ أصدافه السّحب التي أنجز البارق منها ما وعد

(٤٥) أبصرتُ طاقة نرجس في كف من أهواه غضَّه

فكأنها برج الزبر جد أنبتت ذهبا وفضة

(٤٦) كأن الأفق محفوفٌ بنار وتحت النار آساد تزير

(٤٧) وما الناس إلا كالديار وأهلها بها يوم حلوها وغدواً بلاقع

بلاغة التشبيه (٧)

وبعض ما اثر منه عن العرب والمحدثين

تنشأ بلاغة التشبيه: من أنه ينتقل بك من الشيء نفسه، إلى شيء طريف يشبهه، أو صورة بارعة تمثّله وكلما كان هذا الانتقال بعيداً، قليل الخطور بالبال، أو ممتزجاً بقليل أو كثير من الخيال، كان التشبيه أروع للنفس، وأدعى إلى إعجابها واهتزازها فإذا قلت: فلان يشبه فلانا في الطول، أو أن الأرض تشبه الكرة في الشكل، لم يكن في هذه التشبيهات أثر للبلاغة، لظهور المشابهة، وعدم احتياج العثور عليها إلى براعة، وجهد أدبي، ولخلوّها من الخيال،


(١) الطل، الندى.
(٢) الحندس: الظلام.
(٣) النطع: بساط من جلد.
(٤) الدنف: من برح به العشق.
(٥) المعهد: المنزل الذي إذا نأى عنه القوم رجعوا إليه.
(٦) بان: فارق.
(٧) التشبيه مع ما فيه من ميزة الايجاز في اللفظ يفيد المبالغة في الوصف، ويخرج الخفي إلى الجلي والمعقول إلى المحسوس، ويجعل التافه نفيساً، والنفيس، تافها ويدني البعيد من القريب، ويزيد المعنى وضوحا، وبكسبه تأكيدا، فيكون أوقع في النفس وأثبت، وله روعة الجمال والجلال.

<<  <   >  >>