(٢) واجراء الاستعارة في المثل التاسع: شبهت حال المصلح يبدأ الاصلاح ثم يأتي غيره فيبطل عمله، بحال البنيان ينهض به حتى إذا أوشك أن يتم جاء من يهدمه، والجامع هو الحالة الحاصلة من عدم الوصول إلى الغاية، لوجود ما يفسد على المصلح اصلاحه، ثم حذف المشبه، واستعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه. (٣) الأمثال: هي عبارات موجزة مأثورة، يشبه الناس بها جديد أحوالهم بقديمها - وهي نوعان: حققة، وفرضية فالحقيقة - هي ما حدث موردها في الوجود، والفرضية، ما لم يحدث موردها في الوجود وانما اخترعت على لسان حيوان أو غيره، ولكل مثل (مورد) وهو الحالة القديمة التي قيل فيها لأول مرة ولكل مثل (مضرب) وهو الحالة الجديدة التي استعير لها وكما تكون الأمثال نثراً تكون شعراً - وتضرب كما وردت دون تغيير في لفظها. تشبيه التمثيل ... الاستعارة التمثيلية ١- تشبيه التمثيل يذكر فيه المشبه، والأداة ... ١- الاستعارة التمثيلية لا تكون الا في التراكيب. ٢- تشبيه التمثيل يجوز أن يكون بين مفردين مثل: المنافق كالحرباء. ... ٢- الاستعارة التمثيلية نوع من المجاز فهي لذلك أبلغ منه ٣- تشبيه التمثيل لا يصلح استعارة دون حذف ... ٣- الاستعارة التمثيلية تحتاج إلى قرينة تمنع من ارادة المعنيى الأصلي. ٤- تشبيه التمثيل لا يحتاج إلى قرينة معه تدل على حقيقته. ... ٤- الاستعارة التمثيلية يحذف منها المشبه والأداة، ولا يبقى فيها من أركان التشبيه الا ما كان مشبها به فقط ٥- الاستعارة التمثيلية تصلح مشبها به دون حذف، والتشبيه معها أكثر ما يكون غير تمثيل ٥- تشبيه التمثيل نوع من الحقيقة. (٤) وتنقسم التمثيلية إلى قسمين تحقيقة وتخييلية - فالتحقيقية هي المنتزعة من عدة امور متحققة موجودة خارجا - كما في الأمثلة السابقة - والتخييلية هي المنتزعة من عدة أمور متخيلة مفروضة لا تحقق لها في الخارج ولا في الذهن، وتسمى الأولى «تمثيلية تحقيقية» والثانية «تمثيلية تخييلية» كقوله تعالى (إنا عرضنا الامانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها) الآية على احتمال فيها فانه لم يحصل عرض وإباء واشفاق منها حقيقة، بل هذا تصوير وتمثيل، بأن يفرض تشبيه حال التكاليف في ثقل حملها وصعوبة الوفاء بها، بحال أنها عرضت على هذه الأشياء، مع كبر أجرامها، وقوة متانتها، فامتنعن وخفن من حملها، بجامع عدم تحقق الحمل في كل، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به، للمشبه استعارة تمثيلية، ونحو قوله تعالى (فقال لها وللارض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) فان معنى أمر المساء والأرض بالاتيان وامتثالهما أنه أراد تكوينهما فكانتا كما اراد، فالغرض تصوير تأثير قدرته فيهما وتأثرهما عنها - وتمثيل ذلك بحالة الآمر المطاع لهما واجابتهما له بالطاعة فرضاً وتخييلا من غير أن يتحقق شيء من الخطاب والجواب، هذا أحد وجهين في الآيتين كما في (الكشاف) فارجع اليه.