باعتبار دلالته على الكواكب.
وهذا يقال له «إيهام التناسب» كقوله:
كأنّ الثريا عُلقت في جبينها وفي نحرها الشِّعري وفي خدّها القمر
والطل في سلك الغصون كلؤلؤءٍ رطب يصافحه النسيم فيسقط
والطير يقرا والغدير صحيفة والريح تكتب والغمام ينقط
(٨) الارصاد
الارصاد: هو أن يذكر قبل الفاصلة «من الفقرة، أو القافية، من البيت» ما يدل عليها إذا عرف الرَّويّ، نحو: قوله تعالى (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) ، ونحو: قوله تعالى (وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (١) وكقول الشاعر.
أحلّت دمى من غير جرم وحرَّمت بلا سبب عند اللقاء كلامي
فليس الذي حللته بمحلل وليس الذي حرمته بمحرم
ونحو: إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
وقد يستغنى عن معرفة الرويِّ، نحو: قوله تعالى (ولكلِّ أمة أجل إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) .
(٩) الادماج
ألإدماج: هو أن يُضمَّن كلام قد سيق لمعنى، معنى آخر، لم يصرح به كقول المتننبي:
أقلّبُ فيه أجفاني كأني اعذبها على الدهر الذُّنوبا
ساق الشاعر: هذا الكلام (أصالة) لبيان طول الليل، (وأدمج) الشكوى من الدهر، في وصف الليل بالطول.
(١٠) المذهب الكلامي
المذهب الكلامي: هو أن يورد المتكلم على صحَّة دعواه حُجَّة قاطعة مسلمة عند المخاطب، بأن تكون المقدمات بعد تسليمها مستلزمة للمطلوب كقوله تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) واللازم وهو الفساد باطل، فكذا الملزوم وهو تعدد الآلهة باطل، وليس أدلّ على ذلك من الحقيقة والواقع، وكقوله تعالى: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب) ، ونحو قوله تعالى (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيدهُ وهو أهون عليه)
(١) فالسامع: إذا وقف على قوله تعالى «قبل طلوع الشمس» بعد الاحاطة بما تقدم، علم أنه «وقبل الغروب» وكذلك البصير بمعاني الشعر وتأليفه، إذا سمع المصراع الأول (أحلت دمى - الخ) علم أن العجز (وحرمت - الخ) ليس إلا ما قاله الشاعر