(٢) أي أن السحائب لا تقصد محاكاة جودك بمطرها لأن عطاءك المتتابع أكثر من مائها وأغزر، ولكنها حمت حسداً لك، فالماء الذي ينصب منها هو عرق تلك الحمى - فالرحضاء عرق الحمى. وكقوله: لم يطلع البدر إلا من تشوقه إليك حتى يوافى وجهك النضرا ولا تغيب إلا عند خجلته لما رآك فولى عنك واستترا وكقوله: سألت الأرض لم كانت مصلى ولم جعلت لنا طهراً وطيبا فقالت غير ناطقة لأني حويت لكل انسان حبيبا وكقوله: عيون تبر كأنها سرقت سواد أحداقها من الغسق فان دجا ليلها بظلمته تضمها خيفة من السرق وكقوله: ما زلزلت مصر من يكد يراد بها وانما رقصت من عدله طربا وكقوله: لا تنكروا خفقان قلبي والحبيب لدىّ حاضر ما القلب إلا داره دقت له فيها البشائر وكقوله: أرى بدر السماء يلوح حبنا ويبدو ثم يلتحف السحابا ... وذاك لأنه لما تبدى وابصر وجهك استحيا وغابا وكقوله: لم تؤذن الدنيا به في صروفها يكون بكاء الطفل ساعة يولد وكقوله: ولو لم تكن ساخطا لم أكن أذم الزمان وأشكو الخطوبا وكقوله: قد طيب الأفواه طيب ثنائه من أجل ذا تجد الثغور عذابا