(١٥) الطي والنشر
الطي ّ والنشر - أن يذكر متعدد، ثم يذكر ما لكل من أفراده شائعاً من غير تعيين، اعتماداً على تصرف السامع في تمييز ما لكلّ واحد منها، وردّه إلى ما هو له - وهو نوعان:
«أ» إما أن يكون النشر فيه على ترتيب الطي، نحو قوله تعالى (ومن رحته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) فقد جمع بين الليل والنهار، ثم ذكر السكون لليل، وابتغاء الرزق للنهار، على الترتيب وكقوله:
... عيونٌ واصداغ وفرعٌ وقامة وخالٌ ووجنات وفرق ومرشف
... سيوف وريحان وليل وبانة ومسك وياقوت وصبح وقر قف
وكقوله: فعل المدام ولونها ومذاقها في مقلتيه ووجنتيه وريقه
«ب» وإما أن يكون النشر على خلاف ترتيب الطّيّ - نحو (فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب)
ذكر ابتغاء الفضل للثاني، وعلم الحساب للأول، على خلاف الترتيب وكقوله -
ولحظُهُ ومحياهُ وقامته بدر الدُّجا وقضيبُ البان والراح
فبدر الدجا: راجع إلى «المُحيّا» الذي هو الوجه و «قضيب البان» راجع إلى «القامة» ، والراح راجع إلى اللحظ» ويسمى (اللف والنشر) أيضاً.
(١٦) الجمع
الجمع: هو أن يجمع المتكلم بين متعدد، تحت حكم واحد - وذلك.
«أ» إمّا - في اثنين، نحو قوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ونحو: قوله تعالى (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة) .
«ب» وإمّا - في أكثر، نحو قوله تعالى (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه) - وكقوله
إنَّ الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
وكقوله: آراؤه وعطاياه ونعمته وعفوه رحمة للناس كلهم