وقد تخرج الجملة الإسمية عن هذا الأصل، وتفيد الدوام والاستمرار بحسب القرائن: إذا لم يكن في خبرها فعل مضارع: وذلك بأن يكون الحديث في مقام المدح، أو في معرض الذم كقوله تعالى (وإنكَ لعلى خلق عظيم) فسياق الكلام في معرض المدح دال على إرادة الاستمرار مع الثبوت - ومنه قول النضر بن جؤبة يتمدَّح بالغنى والكرم:
لا يألف الدِّرهمُ المضروب صرَّتنا لكن يَمرّ عليها «وهو منطلق»
يُريد أن دراهمه لا ثباتَ لها في الصرة ولا بقاء، فهي دائما تنطلق منها، وتمرق مُرق السِّهام من قِسيّها، لتوَزّعَ على المعوزينَ وأرباب الحاجات.
وأعلم أنَّ الجُملة الإسمية ى تُفيد الثُبوت بأصلَ وضعها، ولا الاستمرار بالقرائن، إلا إذا كان خبرها مفرداً نحو: الوطنُ عزيز، أو كان خبرها جملة إسمية نحو: الوطن هو سعادتي.
اما إذا كان خبرها فعلا فانها تكون كالجملة الفعلية في إفادة التجدد والحدوث في زمن مخصوص، نحو: الوطن يسعد بأبنائه - ونحو:
تعيبُ الغانياتُ على شيبي ومن لي أن أمتع بالمشيب
وكقول الآخر:
نروح ونغدو لحاجاتِنا وحاجة من عاش لا تنقضى
أسئلة يطلب أجوبتها
ما هو علم المعاني؟ ما هو الاسناد؟ ما هي مواضع المسند والمسند إليه؟ ما المراد بصدق الخبر وكذبه؟ مالفرق بين النسبة الكلامية والنسبة الخارجية؟ ما هو الأصل في إلقاء الخبر؟ ما هي الأغراض الأخرى التي يلقى إليها الخبر؟ ما هي أضرب الخبر؟ ما هي أدوات التوكيد؟ لماذا يعدل عن مقتضى الظاهر؟ إلى كم ينقسم الخبر؟ لأي شيء وضعت الجملة الاسمية والفعلية؟ هل تفيد الجملة الفعلية والاسمية غير ما وضعتا لأجله؟