للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصاحة الكلمة

١. خلوصها من تنافر الحروف: لتكون رقيقة عذبة. تخف على اللسان، ولا تثقل على السمع، فلفظ «أسد» أخف من لفظ «فدوكس» .

٢. خلوصها من الغرابة، وتكون مألوفة الاستعمال.

٣. خلوصها من مخالفة القياس الصرفي، حتى لا تكون شاذة.

٤. خلوصها من الكراهة في السمع (١) .

أما «تنافر الحروف» ؛ فهو وصف في الكلمة يوجب ثقلها على السمع. وصعوبة أدائها باللسان: بسبب كون حروف الكلمة متقاربة المخارج ـ وهو نوعان:

١. شديد في الثقل ـ كالظش (للموضع الخشن) ونحو: همخع «لنبت ترعاه الإبل» من قول أعرابي:

* تركت ناقتي ترعى الهمخع*

٢. وخفيف في الثقل ـ كالنقنقة «لصوت الضفادع» والنقاخ «للماء العذب الصافي» ونحو: مستشزرات «بمعنى مرتفعات» من قول امرئ القيس يصف شعر ابنة عمه:

غدائره مستشزراتٌ إلى العلا تضل العقاص في مُثنَّى ومرسل (٢)

ولا ضابط لمعرفة الثقل والصعوبة سوى الذوق السليم، والحس الصادق


(١) ـ ففصاحة الكلمة تكونها من حروف متآلفة يسهل على اللسان نطقها من غير عناء، مع وضوح معناها، وكثرة تداولها بين المتكلمين وموافقتها للقواعد الصرفية ومرجع ذلك الذوق السليم، والالمام بمتن اللغة، وقواعد الصرف ـ وبذلك تسلم مادتها وصيغتها. ومعناها من الخلل ـ واعلم أنه ليس تنافر الحروف يكون موجبه دائما قرب مخارج الحروف. إذ قربها لا يوجبه دائما ـ كما أن تباعدها لا يوجب خفتها ـ فها هي كلمة «بفمي» حسنة، وحروفها من مخرج واحد وهو الشفة، وكلمة «ملع» منتافرة ثقيلة، وحروفها متباعدة المخارج، وأيضاً ليس موجب التنافر طول الكلمة وكثرة حروفها.
(٢) ـ «الغدائر» الضفائر، والضمير يرجع إلى (فرع) في البيت قبله (والاستشراز) الارتفاع (والعقاص) جمع عقيصة وهي الخصلة من الشعر (والثنى) الشعر المفتول (والمرسل) ضده ـ أي ابنة عمه لكثرة شعرها بعضه مرفوع، وبعضه مثنى، وبعضه مرسل، وبعضه معقوص: أي ملوي.

<<  <   >  >>