للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسجد الأعظم، ونودي في الناس، فاجتمعوا، وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أهل الكوفة، إن أمير المؤمنين قد ولاني مصْرَكم، وقسم فَيْئَكُم فيكم، وأمرني بإنصاف مظلومكم، والإحسان إلى سامعكم ومطيعكم، والشدة على عاصيكم ومريبكم، وأنا منتهٍ في ذلك إلى أمره، وأنا لمطيعكم كالوالد الشفيق، ولمخالفكم كالسم النقيع، فلا يبقين أحد منكم إلا على نفسه، ثم نزل، فأتى القصر، فنزله، وارتحل النعمان بن بشير نحو وطنه بالشام) (١).

ذكر نحوًا منها: ابن سعد (٢) والبلاذري (٣) مختصرًا، والطبري (٤) مطولًا.

• نقد النص:

في هذه الرواية خبر تولية يزيد بن معاوية لعبيد الله على الكوفة، وفيها خطبة عبيد الله في أهل البصرة وتهديدهم، وذلك قبل مسيره إلى الكوفة، وقد ورد هذا الخبر عند الطبري مسندًا من طريق أبي مخنف وقد انفرد به، وهو ضعيف وقد خولف، وذلك فيما ذكره ابن سعد (٥)، والطبري (٦) في رواية أخرى عندما أوردوا خبر تولية عبيد الله على الكوفة لم يذكروا أنه خطب أهل البصرة أو هددهم، ولذلك لم يثبت أن أهل البصرة دخلوا في أمر الحسين -رضي الله عنه-.

ولعل محاولة إقحام أهل البصرة بأمر الحسين -رضي الله عنه- فيه إيحاء أن أهل العراق كلهم قد كانوا في أمره، ولو كان الأمر كذلك لما بقي لولاة بني أمية أمر في العراق، ولكن المشهور أنه مقتصر على أهل الكوفة وهي مشهورة بالتشيع


(١) الأخبار الطوال ٢٣٢، ٢٣٣.
(٢) الطبقات ١/ ٤٥٩ (ت د. محمد السلمي).
(٣) الأنساب ٢/ ٧٨.
(٤) التاريخ ٥/ ٣٥٨.
(٥) الطبقات ١/ ٤٥٩ (ت د. محمد السلمي).
(٦) التاريخ ٥/ ٣٤٨، من طريق عمار الدهني.

<<  <   >  >>