للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

رابعًا: عزم الحسين -رضي الله عنه- على الخروج إلى الكوفة، وموقف الصحابة منه

[٥٠]- (قالوا: ولما ورد كتاب مسلم بن عقيل على الحسين: أن الرائد (١) لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألف رجل، فأَقْدِمْ، فإن جميع الناس معك، ولا رأي لهم في آل أبي سفيان) (٢).

ذكر نحوًا منها: البلاذري (٣)، وعنده أن هذا الكتاب جاء من مسلم إلى الحسين -رضي الله عنه- قبل أن يقتل ببضع وعشرين ليلة. والطبري (٤).

* موقف الصحابة من خروج الحسين -رضي الله عنه-:

[٥١]- (فلما عزم على الخروج، وأخذ في الجهاز بلغ ذلك عبد الله بن عباس، فأقبل حتى دخل على الحسين -رضي الله عنه-، فقال: يا ابن عم، قد بلغني أنك تريد المسير إلى العراق.

قال الحسين: أنا على ذلك.

قال عبد الله: أعيذك بالله يا ابن عم من ذلك.

قال الحسين: قد عزمت، ولا بد من المسير.

قال له عبد الله: أتسير إلى قوم طردوا أميرهم عنهم، وضبطوا بلادهم؟ فإن كانوا فعلوا ذلك فَسِرْ إليهم، وإن كانوا إنما يدعونك إليهم، وأميرهم عليهم، وعماله يَجُبُّونَهُم، فإنهم إنما يدعونك إلى الحرب، ولا آمنهم أن يخذلوك كما


(١) الرائد: الرّود: مصدر فعل الرائد: ومنه قولهم بعثنا رائدًا يرود لنا الكلأ والمنزل ويرتاده؛ أي يطلب وينظر فيختار أفضله، وهو مثل يضرب للذي لا يكذب إذا حدّث. الفراهيدي: العين ٨/ ٦٣.
(٢) الأخبار الطوال ٢٤٣.
(٣) الأنساب ٣/ ١٦٧.
(٤) التاريخ ٥/ ٣٧٥. من طريق أبي مخنف.

<<  <   >  >>