للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لم يكن المختار حاضرًا، ثم سمع بخروجه، وأتى لنصرته فلم يدرك ذلك وأخذ بها، ولما أحضر عند عبيد الله بن زياد أنكر ذلك، فضربه ابن زياد على عينه، ثم شفع له عمرو بن حريث واكتفى عبيد الله بسجنه، ثم أُخْرِجَ من سجنه بشفاعة عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-؛ لأن أخت المختار كانت معه (١).

ثم إن المختار كان مع عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- في حربه مع جند الشام، وقد قاتل معه أشد القتال، فلما انقضت الحرب، وغادر أهل الشام استأذن المختار من عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- في الخروج إلى الشام، وكان في نيته الغدر به، مع أن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- كان لا يشك في صدقه وولائه (٢)، وكان سبب تركه له أنه لم يُوله شيئًا (٣).

[ثانيا: دعوة المختار وعلاقته بآل البيت]

رأينا فيما سبق أن المختار يتقلب في ولائه، وكأنه يبحث عن شيء ولم يجده، فقد كان يميل إلى معاوية -رضي الله عنه-، ثم صار مع مسلم بن عقيل، ولما قُتِلَ انحاز إلى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، ولما خرج المختار من عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- إلى الكوفة، وكان عليها عبد الله بن مطيع، فأظهر مناصحة عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، وعابه في السر، ودعا إلى ابن الحنفية، وحرض الناس على ابن مطيع، وقتل صاحب شرطته، واتخذ له شيعة وخيلًا عظيمة، ثم هرب منه ابن مطيع (٤).

فالمختار يتولى آل البيت وهم يتبرءون منه، ولا يثبت أن أحدًا منهم أثنى عليه، وهذا يدل على أنه لا شيء فوق الدين، فهم عرفوا كذب المختار وسوء


(١) البلاذري: الأنساب ٧/ ٣٧٦.
(٢) ابن سعد: الطبقات ٥/ ٩٨.
(٣) البلاذري: الأنساب ٦/ ٣٧٩.
(٤) ابن سعد: الطبقات ٥/ ١٤٧.

<<  <   >  >>