للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثانيًا: غلبة المختار، ومواجهة أهل الشام

* خبر المختار مع عبد الله بن مطيع:

[١٥٥]- (قالوا: وكان على شرطة عبد الله بن مطيع بالكوفة إياس بن نضار العجلي (١)، وكان طريق إبراهيم بن الأشتر إذا ركب إلى المختار على باب داره، فأرسل إلى إبراهيم: إنه قد كثر اختلافك في هذا الطريق، فأقصر عن ذلك.

فأخبر إبراهيم المختار بما أرسل إليه إياس، فقال له المختار: تجنب ذلك الطريق، وخذ في غيره. ففعل.

وبلغ إياسًا أن إبراهيم بن الأشتر لا يقلع عن إتيان المختار كل يوم، فأرسل إليه: أن أمرك يريبني، فلا أرينك راكبًا، ولا تبرحن منزلك، فأضرب عنقك.

فأخبر إبراهيم المختار بذلك. واستأذنه في قتله، فأذن له، وإن إبراهيم ركب في جماعة من أهل بيته وما يليه، وجعل طريقه على مجلس إياس، فقال له إياس: يا ابن الأشتر، ألم آمرك ألا تبرح من منزلك؟ فقال له إبراهيم: أنت والله ما علمت أحمق، فقال للجلاوزة: نكسوه، فانتضى إبراهيم سيفه، وشد على إياس، فضربه حتى قتله. ثم حمل على الجلاوزة، فانحرفوا عنه، ومضى إبراهيم.

وبلغ عبد الله بن مطيع الخبر، فأمر بطلب إبراهيم، ووجه إلى منزله، وبلغ ذلك المختار، فوجه إلى إبراهيم بمائة فارس، فلما وافوه حمل على أصحاب


(١) إياس بن (مضارب) بدل (نضار) العجلي، تولى شرطة ابن مطيع، قتله إبراهيم بن الأشتر لما وقف في طريقه وأراد أن يقبض عليه ويرسله إلى ابن مطيع. البلاذري: الأنساب ٦/ ٣٨٣، ٣٨٩.

<<  <   >  >>