للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن مطيع، فانهزموا عنه، فأقبل إبراهيم نحو دار الإمارة، ووافاه المختار في سبعة آلاف فارس، فتحصن ابن مطيع في القصر، وبعث إلى الحرس والجند، فوافاه منهم نحو ثلاثة آلاف (١) رجل، فنادى يا لثارات الحسين، فوافاه زهاء عشرة آلاف رجل ممن بايعه على الطلب بدم الحسين.

وفي ذلك يقول عبد الله بن همام:

وفي ليلة المختار ما يذهل الفتى … ويزويه عن رود الشباب شموع

دعا، يالثارات الحسين فأقبلت … كتائب من همدان بعد هزيع

ومن مذحج جاء الرئيس ابن مالك … يقود جموعًا أردفت بجموع

ومن أسد وافى يزيد لنصره … بكل فتى ماضى الجنان منيع (٢)

وخرج ابن مطيع من القصر، واجتمع إليه الجنود، ونهد إليه المختار في أصحابه، وعلى مقدمته ابن الأشتر، فالتقوا، فاقتتلوا، فقتل من أصحاب ابن مطيع بشر كثير، فانهزموا.

وبادر ابن مطيع إلى القصر، فتحصن فيه في طائفة من أصحابه، وأقبلت همدان حتى تسلقوا القصر بالحبال من ناحية دار عمارة بن عقبة بن أبي معيط (٣).

فلما رأى ابن مطيع ضعفه عن القوم سأل الأمان على نفسه ومن معه من أصحابه، فأجابه المختار إلى ذلك، فآمنه.

فخرج ابن مطيع، وأظهر المختار إكرامه، وأمر له من بيت المال بمائة


(١) في البلاذري: الأنساب ٦/ ٣٩١ عدد من كان مع المختار ثلاثة آلاف وثمانمائة.
(٢) جاءت هذه الأبيات عند البلاذري: الأنساب ٦/ ٤٠٢، والطبري: التاريخ ٦/ ٣٥.
(٣) عمارة بن عقبة بن معيط القرشي والأموي، من مُسْلمة الفتح، عِداده في أهل الكوفة. ابن حجر: الإصابة ٤/ ٤٨١.

<<  <   >  >>