للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

سادسًا: انتصار الدعوة العباسية ومقتل مروان بن محمد:

[٢٤٩]- (وحان الوقت الذي واعد فيه أبو مسلم مستجيبيه، فخرجوا جميعًا في يوم واحد من جميع كور خراسان حتى وافوه، وقد سودوا ثيابهم، تسليًا على إبراهيم بن محمد بن علي بن عباس الذي قتله مروان، فكان أول من ورد عليه من القواد، وقد لبس السواد، أسيد بن عبد الله، ومقاتل بن حكيم، ومحقن بن غزوان، والحريش مولى خزاعة، وتنادوا: محمد، يا منصور، يعنون محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو أول من قام بالأمر، وبث دعاته في الآفاق) (١).

ذكر نحوًا منها: الطبري (٢) مطولًا.

• نقد النص:

نرى صاحب الكتاب في هذا الخبر يعلن قيام الدعوة العباسية، وقد سبق أن أشرنا إلى زمن قيامها، وأنها قبل هذه الأحداث، ثم إنه ينسب الأمر بقيامها لأبي مسلم، ويذكر أنها بعد وفاة الإمام إبراهيم، وأن التسويد كان حزنًا على وفاة إبراهيم، وقد أخطأ في هذا كله، وخالف غيره.

فالذي أمر بإظهار الدعوة هو إبراهيم بن محمد، فقد ذكر ذلك الطبري في أحداث سنة تسع وعشرين ومائة فقال: (وفي هذه السنة (٣) أمر إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أبا مسلم، وقد شخص من خراسان يريده حتى بلغ قومس بالانصراف إلى شيعته بخراسان، وأمرهم بإظهار الدعوة والتسويد) (٤).


(١) الأخبار الطوال ٣٦٠، ٣٦١.
(٢) الطبري: التاريخ ٧/ ٣٥٣.
(٣) أي في سنة تسع وعشرين ومائة. وذكر خليفة بن خياط في التاريخ ٣٨٧ أنه في هذه السنة أيضًا.
(٤) التاريخ ٧/ ٣٥٣.

<<  <   >  >>