للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والطبري (١) نحوًا من البيتين الأخيرين في أبيات بعثها نصر إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق، يستنجده بها، وتبين ذلك من مطلع القصيدة الذي لم يذكره صاحب الكتاب، وهو:

أبلغ يزيدًا وخير القول أصدقه … وقد تبينت أن لا خير في الكذب

وقد كان رده مخالف - أيضًا - لما ذكر صاحب الكتاب وهو أن يزيد بن عمر رد بقوله: (لا غلبة إلا بكثرة، وليس عندي رجل) (٢).

وأما الأبيات الأخيرة فقد ذكرها البلاذري (٣) ونسبها إلى يزيد بن عمر بن هبيرة حينما ضاع أمره وسيطر العباسيون على العراق.

ثم أتى صاحب الكتاب على العطاء وذكر أن بني أمية يفضلون أهل الشام في العطاء على أهل العراق؛ وذلك لأن أهل العراق ليس لهم نصيحة للخلفاء، وكل هذا لم أجد من يتابعه عليه، وليس له أصل ورد يزيد بن عمر على نصر محفوظ كما سبق.

وهذا من خلطه في سياقه للأحداث وحجم تزويره والزيادات التي تحصل من قبله حتى أدى به ذلك إلى الإتيان بأبيات موضوعة، وهو بعد هذه الأحداث لم يذكر ظهور الدعوة كما سيأتي، مع أن غيره ذكرها قبل هذه الأحداث.

* * *


(١) التاريخ ٧/ ٣٦٩.
(٢) الطبري: التاريخ ٧/ ٣٧٠، وأما عند البلاذري: الأنساب ٩/ ٣١٤، فإن يزيد اعتذر بقوله: (لا تكثرن فما عندي رجل واحد).
(٣) الأنساب ٤/ ١٤٦.

<<  <   >  >>