للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أولًا: صلح الحسن بن علي -رضي الله عنه-

ووصول معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- للخلافة

* خطبة الحسن بن علي -رضي الله عنهما- بعد وفاة أبيه:

[١]- (قالوا: ولما بلغ معاوية قَتْلَ عَلِيٍّ تَجَهَّزَ، وقدم أمامه عبد الله بن عامر بن كريز (١)، فأخذ على عين التمر (٢)، ونزل الأنبار (٣) يريد المدائن (٤)، وبلغ ذلك الحسن بن علي، وهو بالكوفة (٥)، فسار نحو المدائن لمحاربة عبد الله بن عامر بن كريز، فلما انتهى إلى ساباط (٦) رأى من أصحابه فشلًا وتواكلًا عن الحرب، فنزل ساباط، وقام فيهم خطيبًا، ثم قال: أيها الناس، إني قد أصبحت غير محتمل على مسلم ضغينة وإني ناظر لكم كنظري لنفسي، وأرى رأيًا فلا تردوا عليّ رأيي، إن الذي تكرهون من الجماعة أفضل مما تحبون من الفرقة، وأرى أكثركم قد نكل عن الحرب، وفشل عن القتال، ولست أرى أن أحْمِلكم على ما تكرهون.


(١) عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن عبد شمس، ولد سنة أربع من الهجرة، ولي البصرة لعثمان -رضي الله عنه-، ثم ولي البصرة لمعاوية -رضي الله عنه-. الاستيعاب لابن عبد البر ٣٦٩/ ٣.
(٢) وهي بلدة في الأنبار غربي الكوفة. معجم البلدان لياقوت الحموي ١٧٦/ ٤.
(٣) الأنبار: بينها وبين مدينة السّلام اثنا عشر فرسخًا، وسمّيت بهذا الاسم تشبيهًا لها ببيت التاجر الّذي ينضد فيه متاعه وهي الأنبار. المسالك والممالك للبكري ٤٢٩/ ١.
(٤) المدائن: وهي مسكن الملوك الأكاسرة؛ لأن كل ملك منهم يبني له مدينة، فسميت المدائن. ياقوت الحموي: معجم البلدان ٧٤/ ٤.
(٥) الكوفة: هي أحد العراقين والآخر البصرة، أسست على يد سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عندما فتح المسلمون العراق سنة ١٧ هـ، اتخذها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عاصمة له، وتقع على نهر الفرات وتبعد عن بغداد ١٥٦ كم. البلادي: معجم المعالم الجغرافية ٢٦٧.
(٦) سباط ويسمى ساباط المدائن وهو في العراق إلى الجانب الغربي من دجلة. الحميري: الروض المعطار ٢٩٧.

<<  <   >  >>