للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلما سمع أصحابه ذلك نظر بعضهم إلى بعض، فقال من كان معه ممن يرى رأي الخوارج: كفر الحسن كما كفر أبوه من قبله، فَشَدَّ عليه نفر منهم، فانتزعوا مصلاه من تحته، وانتهبوا ثيابه حتى انتزعوا مطرفه عن عاتقه، فدعا بفرسه، فركبها، ونادى: أين ربيعة وهمدان؟ فتبادروا إليه، ودفعوا عنه القوم.

ثم ارتحل يريد المدائن، فَكَمِنَ له رجل ممن يرى رأي الخوارج، يُسمَّى الجراح بن قبيصة (١) من بني أسد بمظلم ساباط، فلما حاذاه الحسن قام إليه بمغوَل (٢) فطعنه في فخذه، وحمل على الأسدي عبد الله بن خطل (٣) وعبد الله ابن ظبيان (٤)، فقتلاه.

ومضى الحسن -رضي الله عنه- مثخنًا حتى دخل المدائن، ونزل القصر الأبيض (٥)، وعُولِجَ حتى برئ، واستعد للقاء ابن عامر) (٦).

ذكر نحوًا منها: ابن سعد (٧)، والطبري (٨)، ...............................


(١) اختلف في اسمه ولعل المشهور أنه الجراح بن سنان الأسدي حيث إنه ممن وشى بسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- ومعه نفر من أصحابه، فدعى عليهم سعد -رضي الله عنه-، وقد لقي جزاءه فقد قطع بالسيوف عند طعنه للحسن -رضي الله عنه- بساباط. الطبري ١٢١/ ٤.
(٢) المغول: هو سوطٌ في جوفه سيفٌ دقيقٌ يشدّه الفاتك على وسطه ليغتال به النّاس. لسان العرب لابن منظور ٥١٠/ ١١.
(٣) اختلف في اسمه ولم أقف على ترجمته. ففي مقاتل الطالبيين ٧٢: عبد الله بن الخطل، وفي أنساب الأشراف ٣/ ٣٥: عبد الله بن الحصل.
(٤) لعل الصحيح من اسمه ظبيان بن عمارة كما ذكرت المصادر السابقة، يقول ابن حجر في ترجمته: "ذكره في التابعين ابن أبي حاتم، وابن حبان، وقرأت بخط الذهبي: لا صحبة له". الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ٤٥٣/ ٣.
(٥) القصر الأبيض: وهو قصر كسرى وهو الإيوان، وبه مقام الأكاسرة في المدائن. البكري: المسالك والممالك ٤٣٠/ ١.
(٦) الأخبار الطوال ٢١٦، ٢١٧.
(٧) الطبقات، الطبقة الخامسة من الصحابة (ت د. محمد السلمي) ١/ ٣٢١.
(٨) التاريخ ٥/ ١٥٩.

<<  <   >  >>