للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

رابعًا: مقتل حُجْر بن عَدِيّ

[٢٢]- (قالوا: وقد كان معاوية خلَّفَ على الكوفة حين شخص منها المغيرة بن شعبة، فصَعِد المنبر يوم الجمعة ليخطب فحصبه حجر بن عدي، وكان من شيعة علي، في نفر من أصحابه، فنزل مسرعًا من المنبر، ودخل قصر الإمارة، وبعث إلى حجر بخمسة آلاف درهم ترَضَّاه بها. فقيل للمغيرة: لِمَ فعلت هذا، وفيه عليك وهن وغضاضة؟ فقال: قد قتلته بها.

فلما مات المغيرة وجمع معاوية لزياد الكوفة إلى البصرة، كان يقيم بالبصرة ستة أشهر، وبالكوفة مثل ذلك، فخرج في بعض خرجاته إلى البصرة، وخلَّف على الكوفة عمرو بن حريث العدوي (١)، فصعد عمرو بن حريث ذات جمعة المنبر ليخطب، وقعد له حجر بن عدي وأصحابه فحصبوه، فنزل من المنبر، فدخل القصر، وأغلق بابه.

وكتب إلى زياد يخبره بما صنع حجر وأصحابه، فركب زياد البريد حتى وافى الكوفة، ودخل المسجد، وأخرج له سريره من القصر، فجلس عليه، فكان أول من دخل عليه من أشراف الكوفة محمد بن الأشعث بن قيس (٢)، فسلم عليه بالإمارة.

فقال زياد: لا سلم الله عليك، انطلق فأتني بابن عمك الساعة.

قال محمد بن الأشعث: ما لي ولحجر، إنك لتعلم التباعد بيننا.


(١) عمرو بن حريث بن عمرو بن (المخزومي) بدل (العدوي) له صحبة ورواية، توفي سنة ٨٥ هـ. الذهبي: السير ٣/ ٤١٩.
(٢) محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، أمه أم فروة أخت أبي بكر -رضي الله عنه- روى عن عائشة، لا تصح له رواية ولا صحبة، قتل أيام المختار سنة ٦٧ هـ. ابن حجر الإصابة ٦/ ٢٥٨.

<<  <   >  >>