للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال له جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- (١): أنا آتيك بحجر أيها الأمير، على أن تجعل له الأمان، وألا تعرض له حتى يلقى معاوية، فيرى فيه رأيه. قال: قد فعلت. فأقبل به إلى زياد، فأمر بحبسه، وأمر بطلب أصحابه الذين كانوا معه، فأُتِيَ بهم، فوجههم جميعًا إلى معاوية مع مائة رجل من الجند، فأنشأت أم حجر (٢) تقول:

ترفع أيها القمر المنير … ترفع هل ترى حجرًا يسير

وإن تهلك فكل عميد قوم … من الدنيا إلى هلك يصير

وبعث زياد بثلاثة نفر من الشهود، ليشهدوا عنده بما فعل حجر وأصحابه، منهم أبو بردة بن أبي موسى (٣)، وشريح بن هانئ الحارثي (٤)، وأبو هنيدة القيني (٥)، فأتوا معاوية، وشهدوا عليهم بحصبهم عمرو بن حريث، فأمر معاوية بهم، فقتلوا) (٦).


(١) جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن النضر البجلي، صحابي مشهور، يكنى أبا عمرو، قيل: إن إسلامه سنة عشر للهجرة وقيل: قبل ذلك، جعله عمر -رضي الله عنه- على بجيلة في حروب العراق وكان له أثر عظيم في فتح القادسية، ثم سكن الكوفة، وبعثه علي -رضي الله عنه- رسولًا إلى معاوية -رضي الله عنه-، ثم اعتزل الفريقين، وسكن قرقيسياء حتى توفي سنة إحدى وخمسين، وقيل: أربع وخمسين. ابن حجر: الإصابة ١/ ٥٨١.
(٢) هذه الأبيات لهند بنت زيد الأنصارية، وكانت شيعية (وليس كما وهم صاحب الكتاب أنها أم حجر). الطبقات ابن سعد ٦/ ٢٢٠.
(٣) عبد الله بن حضار الأشعري، ابن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مات سنة ١٠٤ هـ. الذهبي: السير ٥/ ٥.
(٤) شريح بن هانئ بن يزيد الحارثي، أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يهاجر إلا بعده، ووفد أبوه على النبي -صلى الله عليه وسلم-، كان من أصحاب علي -رضي الله عنه-. ابن حجر الإصابة ٣/ ٣٠٧.
(٥) أبو هنيدة لم أقف على ترجمة له.
(٦) الأخبار الطوال ٢٢٣، ٢٢٤.

<<  <   >  >>