للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلما أصبح جلس للناس، فدخلوا عليه، ودخل في أوائلهم محمد بن الأشعث، فأقعده معه على سريره، وأقبل ابن تلك المرأة التي مسلم في بيتها إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث وهو حينئذ غلام حين راهق فأخبره بمكان مسلم عنده.

فأقبل عبد الرحمن إلى أبيه محمد بن الأشعث، وهو جالس مع ابن زياد، فأسر إليه الخبرَ.

فقال ابن زياد: ما سار به ابنك؟.

قال: أخبرني أن مسلم بن عقيل في بعض دورنا.

فقال: انطلق، فأتني به الساعة.

وقال لعبيد بن حريث (١): ابعث مائة رجل من قريش وكره أن يبعث إليه غير قريش خوفًا من العصبية أن تقع.

فأقبلوا حتى أتوا الدار التي فيها مسلم بن عقيل، ففتحوها، فقاتلهم، فرمي، فكسر فوه، وأخذ، فأتى ببغلة فركبها، وصاروا به إلى ابن زياد.

فلما أُدْخِلَ عليه، وقد اكتنفه الجلاوزة قالوا له: سلم على الأمير.

قال: إن كان الأمير يريد قتلي، فما انتفع بسلام عليه، وإن كان لم يرد فسيكثر عليه سلامي.

قال ابن زياد: كأنك ترجو البقاء.

فقال له مسلم: فإن كنت مزمعًا على قتلي، فدعني أوصي إلى بعض مَنْ ها هنا من قومي.


(١) ولعل الصحيح من اسمه (عمرو) بدل (عبيد) بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي القرشي، له ولأبيه صحبه، ولد في أيام بدر، وقيل: قبل الهجرة بسنتين، ولي إمرة الكوفة لزياد وابنه عبيد الله، مات سنة ٨٥ هـ. ابن حجر: الإصابة ٤/ ٥١٠.

<<  <   >  >>