للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولو سلمنا بصحة هذا الخبر وأن الحسين -رضي الله عنه- أخذ مال يزيد، فكيف له أن يطلب الذهاب إلى يزيد حينما فاوضه عمر بن سعد وهو قد أخذ ماله، ومما لا شك فيه أن هذا من كَذِبِ الرواة الذين يدَّعون حب الحسين -رضي الله عنه- والدفاع عنه، فهم يكذبون عليه بدافع الولاء والمحبة ظاهرًا، والغلو والخبث باطنًا.

* لقاء الفرزدق بالحسين -رضي الله عنه-:

[٥٤]- (ثم سار حتى إذا انتهى إلى الصفاح (١) لقيه هناك الفرزدق (٢) الشاعر مقبلًا من العراق، يريد مكة، فسلم على الحسين.

فقال له الحسين: كيف خَلَفْتَ الناس بالعراق؟

قال: خلفتهم، وقلوبهم معك، وسيوفهم عليك، ثم ودعه) (٣).

ذكر نحوًا منها: ابن سعد (٤) مطولًا، وخليفة بن خياط (٥)، والطبري (٦) مختصرًا.

• نقد النص:

ولقاء الفرزدق بالحسين -رضي الله عنه- لم أقف على من أورده بسند صحيح، وقد أورده ابن سعد بسند من طريق لبطة (٧) بن الفرزدق عن أبيه، قال عنه المحقق:


(١) الصفاح: موضع بين حنين وأنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة. الحموي: معجم البلدان ٣/ ٤١٢. وذكر خليفة بن خياط: التاريخ ٢٣١ أن الحسين -رضي الله عنه- لقيه في ذات عرق.
(٢) الفرزدق: هو همام بن غالب الحنظلي التميمي البصري، فكان أشعر أهل زمانه مع جرير والأخطل، مات سنة ١١٠ هـ. الذهبي: السير ٤/ ٥٩٠.
(٣) الأخبار الطوال ٢٤٥.
(٤) الطبقات ١/ ٤٥٢ (تحقيق د. محمد السلمي).
(٥) التاريخ ٢٣١.
(٦) التاريخ ٥/ ٣٨٦. من طريق أبي مخنف.
(٧) لبطة بن الفرزدق بن غالب التميمي، من الرابعة، سكت عنه البخاري، وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. الفلوجي: المعجم الصغير ٢/ ٧٧٣.

<<  <   >  >>