للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

نجيب (١)، مقبل من القوم، فوقفوا جميعًا ينتظرونه.

فلما انتهى إليهم سلم على الحر، ولم يسلم على الحسين.

ثم ناول الحر كتابًا من عبيد الله بن زياد، فقرأه، فإذا فيه:

أما بعد، فجعجع (٢) بالحسين بن علي وأصحابه بالمكان الذي يوافيك كتابي، ولا تحله إلا بالعراء على غير خمر (٣) ولا ماء، وقد أمرتُ حامل كتابي هذا أن يخبرني بما كان منك في ذلك، والسلام.

فقرأ الحر الكتاب ثم ناوله الحسين، وقال: لا بد من إنفاذ أمر الأمير عبيد الله بن زياد، فانْزِلْ بهذا المكان، ولا تجعل للأمير عليّ علة.

فقال الحسين تقدم بنا قليلًا إلى هذه القرية التي هي منا على غلوه، وهي الغاضرية (٤) أو هذه الأخرى التي تسمى السقبة (٥) فنزل في إحداهما.

قال الحر: إن الأمير كتب إليّ أن أحلك على غير ماء، ولا بد من الانتهاء إلى أمره.

فقال زهير بن القين للحسين: بأبي وأمي يا ابن رسول الله، والله لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية، فكيف بمن سيأتينا من غيرهم؟ فهلم بنا نناجز هؤلاء، فإن قتال هؤلاء أيسر علينا من قتال من يأتينا من غيرهم.

قال الحسين: فإنى أكره أن أبدأهم بقتال حتى يبدءوا) (٦).


(١) النجيب: الفاضل من كل حيوان. الزبيدي: تاج العروس ٤/ ٢٣٧.
(٢) الجعجعة: هي الحبس والتضييق ويقصد احبسه وضيق عليه، والجعجعة صوت الرحى ومنها المثل: (أسمع جعجعة ولا أرى طحنًا). ابن منظور: لسان العرب ٨/ ٥١.
(٣) الخمر: ما واراك من شيء مثل الجبال والأشجار وغيرها. الفارابي: تاج اللغة ٢/ ٦٥٠.
(٤) الغاضرية: هي قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء، تنسب إلى الغاضرة من بني أسد. الحموي: البلدان ٤/ ١٨٣.
(٥) السقبة: لم أقف على تعريف لها. وعن الطبري: التاريخ ٥/ ٤٠٩، أنها (شفية).
(٦) الأخبار الطوال ٢٥١، ٢٥٢.

<<  <   >  >>