للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالقضيب، بحضرة زيد بن أرقم -رضي الله عنه- وهذا لم يثبت، وإنما الثابت أن النكث كان بحضرة أنس بن مالك -رضي الله عنه-، فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه-، أتى عبيد اللّه بن زيادٍ برأس الحسين عليه السّلام، فجعل في طستٍ، فجعل ينكث، وقال في حسنه شيئًا، فقال أنسٌ: «كان أشبههم برسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، وكان مخضوبًا بالوسمة» (١).

أما عن مصير رأس الحسين -رضي الله عنه-:

فقد توسع شيخ الإسلام ابن تيمية في الكلام عن رأس الحسين -رضي الله عنه- وصنف كتابًا اسماه «رأس الحسين -رضي الله عنه-»، وقد ذكر حمل الرأس إلى عبيد الله بن زياد فقال: (الذي ثبت في صحيح البخاري: أن الرأس حُمِلَ إلى قدام عبيد الله بن زياد، وجعل ينكت بالقضيب على ثناياه بحضرة أنس بن مالك) وفي المسند (أن ذلك كان بحضرة أبي برزة الأسلمي)، ولكن بعض الناس روى بإسناد منقطع (أن هذا النكت كان بحضرة يزيد بن معاوية) وهذا باطل.

فإن أبا برزة، وأنس بن مالك، كانا بالعراق ولم يكونا بالشام، ويزيد بن معاوية كان بالشام، لم يكن بالعراق حين مقتل الحسين، فمن نقل أنه نكث بالقضيب بحضرة هذين قُدَّامه فهو كاذب قطعًا، كذبًا معلومًا بالنقل المتواتر) (٢).

[٨٥]- (قالوا: وكانت الرءوس قد تقدم بها شمر بن ذي الجوشن أمام


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ٥/ ٢٦، والإمام أحمد في فضائل الصحابة ٢/ ٧٨٣، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ١/ ٣٠٦، والطبراني في المعجم الكبير ٣/ ١٢٥، وابن حبان في صحيحه ١٥/ ٤٢٩.
(٢) ابن تيمية: رأس الحسين ١٩٩.

<<  <   >  >>