للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم ذكرت أن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- حينما رفض بيعة يزيد، دعا إلى بيعته، وطرد عمال يزيد من مكة والمدينة، فأما دعوة عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- للبيعة فهذا الأمر لم يحصل إلا بعد وفاة يزيد بن معاوية، وأما طرد عمال يزيد فلم يحصل إلا من أهل المدينة، وليس لعبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- علاقة بذلك، ولعل صاحب الكتاب ذكر ذلك وجعله سببًا لإرسال يزيد جيشًا من الشام إلى أهل المدينة وإلى ابن الزبير -رضي الله عنه- في مكة، وهذا مخالف لما جاء في سبب موقعة الحرة في المصادر الأخرى.

- فقد ذكر خليفة بن خياط (١) والطبري (٢) من طريق جويرية بن أسماء، قال: سمعت أشياخًا من أهل المدينة، ثم ذكر السبب في خلع أهل المدينة ليزيد، وهو أنه ممن وفد على يزيد من أهل المدينة عبد الله بن حنظلة (٣)، ومعه ثمانية من البنين فأكرمهم وأوصلهم، فلما رجع إلى المدينة سبَّه وخلعه، وأما قول جويرية بن أسماء سمعت أشياخًا من أهل المدينة فهذا فيه مجاهيل.

أما متنها فالملاحظ عليها أنها لم تذكر السبب في خلع عبد الله بن مطيع ليزيد، ولا يعقل أن يخلعه بدون سبب، فيصبح الخبر الذي في هذه الرواية ناقصًا يحتاج إلى مزيد بيان، ولعله حُذِف لبشاعته، وقد جاء السبب برواية أخرى عند الطبري (٤) من طريق أبي مخنف، وقد زاد في عدد الوفد وذكر بينهم عبد الله بن حنظلة، ثم ذكر أن سبب خلع أعضاء الوفد ليزيد، فقال: (فلما قدم أولئك النفر


(١) التاريخ ٢٣٧.
(٢) التاريخ ٥/ ٤٩٥.
(٣) عبد الله بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الأوسي الأنصاري، من صغار الصحابة، كان أمير الأنصار يوم الحرة وقتل فيها. الذهبي: السير ٣/ ٣٢١.
(٤) التاريخ ٥/ ٤٨٠.

<<  <   >  >>