للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأسباب لذلك، منها:

- موقف عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- من بيعة يزيد بن معاوية، والذي كاد أن يُبَايَع لولا الخلاف الذي حدث بينهما، ومطالبته بعودة الأمر إلى الشورى، مما جعل يزيد يرسل له الرسل لكي يردوه عن رأيه، فلما فشلت تلك الرسل، اضطر لإرسال قوة تنطلق من المدينة لمحاربته (١)، ففشلت تلك القوة أيضًا، فعَظُمَ أمر عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، وأهل المدينة يراقبون تلك الأحداث، ويرون كيف صمد عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- على موقفه، فلم يكن ذلك صعبًا عندهم أن يفعلوا مثله، وهم يرون رأيه؛ لأن دعواهم واحدة وهي الشورى في الخلافة، فقد روى البلاذري (٢) عن المدائني أنه قال: (كتب يزيد إلى ابن الزّبير يدعوه إلى بيعته فكتب ابن الزّبير يدعوه إلى الشورى).

- استضعف أهل المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان، مما أدى بهم إلى طرده وخلع يزيد.

[٩٦]- (وشيعتهم حتى بلغ ماء، يقال له وبره (٣)، وهي أقرب مياه الشام إلى الحجاز. فلما ودعهم قال: يا مسلم، لا تردن أهل الشام عن شيء يريدونه بِعَدُوِّهم، واجعل طريقك إلى المدينة، فإن حاربوك فحاربهم، فإن ظفرت بهم، فانهبها ثلاثة أيام، ثم أنشأ يقول (٤):

أبلغ أبا بكر إذا الخيل انبرى … وسارت الخيل إلى وادي القرى


(١) راجع نقد الرواية (٩٤).
(٢) الأنساب ٥/ ٣٠٣.
(٣) وبرة: اسم قرية على عين ماء تخرّ من جبل آرة، وهي قرية ذات نخيل من أعراض المدينة. الحموي: معجم البلدان ٥/ ٣٥٩.
(٤) وادي القرى: وهو وادٍ بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى. الحموي: البلدان ٥/ ٣٤١.

<<  <   >  >>