للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحجاز قلت أنا واحد منكم، وأنت في ذلك تبغي أمير المؤمنين الغوائل، انتُفُوه، فنُتِفَتْ لحيته، حتى ما تركت فيها شعرة.

فقام إليه عبد الملك بن مروان، فاستوهبه، فوهبه له) (١).

ذكر نحوًا منها: الطبري (٢)، والبلاذري (٣).

• نقد النص:

تحدثت هذه الرواية عن عمرو بن عثمان بن عفان، وموقف مسلم بن عقبة معه، وأنه سبه، وأمر بنتف لحيته.

ولم أقف على من أوردها بسند صحيح، وأما متنها فهو منكر، ولا يصح عن ذلك القرن هذه الأعمال القبيحة.

ثم إنه ورد عند البلاذري موقفًا لعمرو بن عثمان غير ما ذكرته هذه الرواية وهو: (ولقيت بنو أميّة مسلم بن عقبة بوادي القرى فسلموا عليه، فدعا عمرو بن عثمان بن عفان أول الناس فسأله عن الخبر فلم يخبره بشيء ليمينه التي حلفها لأهل المدينة، فقال: لولا أنك ابن عثمان لضربت عنقك، واللّه لا أقلتها قرشيًّا بعدك) (٤).

وهذا الخبر أحسن من الذي قبله وهو متناسق مع أحداث الحرة؛ لأن أهل المدينة أخرجوا بني أمية بعد خلعهم يزيد؛ ولذلك التقوا بمسلم في طريقه إلى المدينة بوادي القرى.

وأمر آخر هو أن عمرو بن عثمان ابن عم ليزيد بن معاوية، فكلاهما من


(١) الأخبار الطوال ٢٦٦.
(٢) التاريخ ٥/ ٤٩٤. من طريق هشام بن محمد الكلبي، وهو ضعيف.
(٣) الأنساب ٥/ ٣٢٩. من طريق الهيثم بن عدي، وهو ضعيف.
(٤) البلاذري: الأنساب ٥/ ٣٢٣. وذكر الطبري: التاريخ ٥/ ٤٨٥.

<<  <   >  >>